موقف الزوجة من اختلاط أهل زوجها وأقاربه
2006-04-10 12:01:21 | إسلام ويب
السؤال:
أنا متزوجة من سنتين، وكنت بصراحة لفترة لا أتستر من غير المحارم من أهلي، ثم تسترت، وعندما تزوجت -والحمد لله- التزمت بالحجاب، ولكن أهل زوجي متعودون أن يذهبوا عند جدة زوجي للغداء في سفرة واحدة رجالاً ونساء.
لكن عندما أذهب معهم يجبرون على قسمها إلى سفرتين، وأنا الوحيدة التي أغطي وجهي، والباقيات يذهبن عند الرجال ويجلسن معهم، نساء أعمامه وبنات عمه، ولسن صغاراً، ويكشفن أمامه، فواحدة عمرها (24) سنة، والثانية (21) سنة، يكشفن على زوجي كاملاً، يعني: لا يوجد حياء، يلبسن الجينز، وعريانات، وهذا عندهن شيء عادي!
هذه المشكلة تؤثر على حياتي الزوجية، فقررت أني أبتعد عنهن حتى يستترن، وبعد ذلك سأذهب إذا عزمنا للغداء.
زوجي وأهله لا يحاولون أن يصلحو الغلط؛ لأنهم تعودوا على هذا الحال، وأم زوجي تحسبني أني سأبعد الأهل عن زوجي، وبنات عمه لسن راضيات أن يستترن، وعندما أذهب إلى أهلي يذهب زوجي من ورائي عند جدته وهن موجودات، يعني: أنا السبب فقط لبعد زوجي عن أعمامه.
فما العمل مع زوجي وأهله، وما حكم الشرع في ذلك.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nunnah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يسترك في الدنيا والآخرة، وأن يصلح زوجك وأهله وأن يهديهم.
بخصوص ما ورد برسالتك: فاحمدي الله أن شرح صدرك للستر والحجاب، فهذه نعمة حرم منها كثير من المسلمات، واثبتي على ما أنت عليه، فأنت على الحق الذي ارتضاه الله لزوجات نبيّه أمهات المؤمنين.
اجتهدي في دعوة غيرك لذلك، والدال على الخير كفاعله، وتزودي بالعلم الشرعي حتى تقيمي الحجة على المكابِرات والمعارضات والجاهلات، ولا تلقي بالاً لما عليه أهل زوجك من اختلاط وسفور وتبرج، واجتهدي في دعوتهم على قدر استطاعتك، وحسب الظروف المتاحة أمامك حتى لا يكرهوك.
توددي إليهم بالهدايا، وأكثريِ من الدعاء لهم، خاصة في أوقات الإجابة، ولا تذهبي مع زوجك لهذا المكان إلا نادراً، وتمسكي بما أنت عليه، واذهبي إليهم بنية الدعوة ولكن بهدوء وحكمة حتى لا يكرهوك، فاجعلي الزيارة لله ولا تكثري منها، واجتهدي في نصح زوجك وتذكيره بالحكم الشرعي، وليكن ذلك كله بهدوء حتى لا تخسري زوجك ولا أهله.
إذا ما زرتهم فاجتهدي في أن تكوني أكثر التزاماً ومراعاة لعدم الخلوة أو الاختلاط، وحاولي استمالة بعضهم إليك بهدوء وبعيداً عن الأخريات، وتأكدي من أن الله سيصلحهم ببركة إخلاصك وحرصك على توجيههم للخير، ولا تجابهيهم جميعاً دفعة واحدة، وإنما خذيهن واحدة واحدة، وابدئي بمن تشعرين بأنها تحبك أو تميل إليك، وقدمي لها بعض الهدايا ولو وردة بسيطة، وكذلك بعض المواد الدعوية التي تتحدث عن الحجاب والجنة والنار وغير ذلك.
اجتهدي ولا تضعفي، فأنت على الحق، واعلمي أن هؤلاء مسكينات، ولعلهن لا يعرفن الحكم الشرعي، أو لديهن بعض الضعف الإيماني ويحتجن لمن يساعدهن ويأخذ بأيديهن، فهذه فرصتك التي ينبغي ألا تضيعيها.
أما عن نفسك فواصلي الالتزام، وقللي الزيارة، فمرة عند أهلك، ومرة عند أهل زوجك، وأنا واثق من أن الله سوف يجعلك سبباً في صلاح هذه الأسرة واستقامتها، فتوكلي على الله.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق.