ما رأيكم بفتاة ترفض الزواج خشية تحمل المسؤولية؟
2022-12-27 00:03:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
بدايةً: جزاكم الله أعلى الدرجات لما تقدمونه من منفعة.
ما رأيكم بفتاة أحبت شاباً لكن دون أي تواصل بينهما، تحبه من بعيد، وترجو أن يكون من نصيبها؟
هل عزوف المرأة عن الزواج خوفاً من عدم تحملها للمسؤولية والتربية الصالحة للأولاد حرام؟
أشكركم مرةً أخرى، وجزاكم الله خيراً، ودمتم في أمان الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به: فاعلمي -بارك الله فيك- ما يلي:
أولاً: من الطبيعي أن تحب الفتاة الارتباط بالرجل الصالح، وأن تتمنى الزواج من رجل يحسن عشرتها، ويعينها على الطاعة، وأن ترزق منه بالبنين والبنات، وأن يرزقهم الله الإيمان والصلاح والرشاد، كل هذا -أختنا- أمر طبيعي، بل الفتاة مأجورة عليه؛ لأنها أرادت الخير أو طلبته، والله عز وجل يكتب للعبد ما رجاه من خير وما تمناه.
ثانياً: ربط هذه الأمنية بشخص معين هو الخطأ لعدة أسباب:
- لأننا لا نعلم هل هو الخير لك أم لا؟ فليس كل متدين صالحاً لكل فتاة، وليس كل شاب صالح لفتاة صالحاً للأخرى.
- كما أنه لم يتقدم للخطبة، ومعنى ذلك أنك تفكرين في رجل أجنبي، وهذا مدخل محرم سيستغله الشيطان حتماً، وهنا -أختنا- ستدخلين دوامةً لا طاقة لك بها، وسيشغلك الشيطان عن واجباتك وتدينك، وسيريك إياه في المنام وربما في اليقظة، وإذا أردت العودة إلى الصفاء الذي كنت عليه سيكون عسيراً جداً، واعتبري -أختنا- بمن زلت قدمها في الطريق، وهي الآن تبكي شباباً ضائعاً، وديناً ممزقاً، وحياةً تعيسةً.
- من قدره الله زوجاً سيكون لك -أختنا-، فقدر الله نافذ، والمؤمن يعلم يقيناً أن حكمة الله لا تنفك عن مشيئته، فأكثري من الدعاء العام لا الخاص، ولا على شخص بعينه؛ حتى لا يستغل الشيطان منك هذا الانحراف اليسير، فيبعدك عن الطريق، ويوقعك في الحرام الذي منه تهربين.
ثالثاً: عزوف المرأة عن الزواج خوفاً من تحملها المسؤولية، أو خوفاً من عدم وجود أولاد لها بررة صالحين هو أمر متفهم، لكنه ليس مراداً للشريعة التي أمر نبيها الرجال والنساء أن يتزوجوا وأن ينجبوا، (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم)، ومنها: (تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة)، كما أن فيه معاداة للفطرة التي فطرت المرأة عليها، ولئن صبرت عاماً قد لا تصبر بعد ذلك، وقد تندم بعد ذلك ندماً كبيراً، لذا لا ننصحها بذلك، بل نحثها على الموافقة على الزواج من الرجل الصالح، والدعاء بأن يرزقها الله الولد الصالح، والعمل على ذلك من التربية الحسنة، والأكل الحلال، والقدوة الصالحة.
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الزوج الصالح، والولد الصالح، إنه جواد كريم، والله الموفق.