كيف أعالج نفسي من الخوف والوساوس القهرية؟
2022-12-26 00:49:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا سيدة أبلغ من العمر 32 سنة، مطلقة، وأم لطفل بعمر سنتين، وأعيش مع والدي، ومشكلتي هي الوساوس القهرية من كل شيء، حتى عندما يكون لدي أعراض مرضية، مثل انتفاخ الأمعاء، فأظن إنه مرض آخر، وفي الليل وقبل الذهاب للنوم، أذهب للتأكد من إغلاق قنينة الغاز، وأنا حنونة، وقلبي أبيض، وأحب الخير، وأنتبه دائماً لكي لا أظلم أي شخص كان.
مشكلتي أيضاً أنني أتوضأ للصلاة، وأحس بالفرح للصلاة، لكنني أصلي بدون تركيز، أو أحس بالكسل لكي أصلي، وأحياناً لا أصلي، وقد بدأت الصلاة في عمر 11 سنة.
وأعاني من نوبات الهلع والقولون العصبي، وخصوصاً عندما أخرج إلى الشارع، أحس بالدنيا تدور، وأحس بخفقان في قلبي، وأنني سأفقد عقلي، أو أموت، ولذلك أصبحت لا أخرج من المنزل، أخاف أن يحدث لي شيئا.
راجعت الطبيب، وأخبرني أن صحتي جيدة، ووصف لي solian 50mg لمدة 20 يوماً، sertaline GT 100mg، لمدة 3 أشهر، فكيف أخرج من هذه الأوهام؟ وكيف أعالج نفسي
شكراً جزيلاً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في موقع استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
حقيقة الذي لديك هو نوع من قلق المخاوف، مصحوب بوساوس كما تفضلتِ، وحالتك -إن شاء الله- بسيطة جدًّا.
هذه الحالة يجب أن تعالج بصورة طيبة جدًّا، وعقار (سيرترالين) الذي وصفه الطبيب دواء فاعل جدًّا، والـ (سوليان) دواء ثانوي، تحتاجين لتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرٍ، ثم يمكنك التوقف عنه.
أمَّا بالنسبة للسيرترالين: فأنت لم توضحي الطريقة الصحيحة التي ذكرها لك الطبيب في كيفية تناوله، لكن الطريقة الصحيحة هي: أن تبدئي بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرامًا - تستعملينها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلينا حبة كاملة يوميًا، وإن بدأت بجرعة الخمسين مليجرامًا فلا بأس في ذلك.
تستمرين على الخمسين مليجرامًا يوميًا لمدة شهر، ثم تجعلين الجرعة مائة مليجرام يوميًا كما هو موجود في رسالتك. وهذه من وجهة نظري سوف تكون جرعة جيدة، وإذا لم تتحسّني عليها بعد مُضي شهرٍ يجب أن ترفعيها إلى مائة وخمسين مليجرامًا يوميًا، وهذه قطعًا سوف تكون جرعة كافية، علمًا بأن الجرعة الكلية هي مائتين مليجرام يوميًا، لكن لست في حاجة لهذه الجرعة.
استمري في جرعة المائة وخمسين مليجرامًا يوميًا لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، ثم خفضي إلى مائة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعليها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرامات يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء، إذًا هذه هي الطريقة السليمة لاستعمال الأدوية، وأنا متأكد أن طبيبك الكريم سوف يوافق على هذه الخطة العلاجية.
بعد ذلك من المهم جدًّا أن تحقّري فكرة الوساوس، ولا تتخوفي من موضوع التركيز في أثناء الصلاة، هذا ناتج من القلق المصاحب للوسواس والخوف، و-إن شاء الله- التركيز سوف يأتي. احرصي وارتقي بنفسك، وأعطي الصلاة مقامها الحقيقي في نفسك وعقلك ووجدانك، وسوف تجدين أن تركيزك -إن شاء الله- قد تحسّن كثيرًا، وأية فكرة وسواسية لا تحاوريها، لا تُناقشيها، إنما تحقّريها تحقيرًا تامًّا. حوار الوسواس ونقاشه يزيد منه.
بالنسبة لموضوع قفل الغاز: اذهبي وأكدي على نفسك مرة واحدة أنك قد قمت بإغلاقه، وقولي لنفسك: (لن أرجع، ولن أتأكد مرة أخرى على هذا الغاز)، هذا فيه نوع من التذكير الداخلي الذي يُناقض الوسواس تمامًا.
سيكون من الجميل جدًّا أن تُطبقي تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، الشهيق الزفير بقوة وشدة وبطئ، فيه فائدة كبيرة جدًّا، يمكن للطبيب النفسي الذي قابلتِه يحولك إلى الأخصائية النفسية، والتي يمكن أن تقوم بتدريبك على هذه التمارين، وإن لم يكن ذلك ممكنًا، فيمكن أن تستعيني بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، والتي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.
حاولي -أيتها الفاضلة الكريمة- أن توزعي وقتك بصورة صحيحة، وتجنّبي السهر، هذا مهمٌّ جدًّا، وحتى تطمئني على موضوع القولون وصحتك الجسدية، قومي بإجراء فحوصات طبية مرة واحدة كل ستة أشهر مثلاً، واجتهدي في صلاتك، وفي عباداتك، وفي العناية بوالدك وابنك، و-إن شاء الله تعالى- لك خيري الدنيا والآخرة.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.