أريد الاستمرار في الدراسات العليا وأخشى حزن أمي
2022-12-12 21:42:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا طالب علم، في العشرينات من العمر، تم قبولي في الجامعة الإسلامية -ولله الحمد-، أريد أن أسأل أمي سؤالاً حول المستقبل، ولكني أخشى أن يكون ذلك عقوقاً.
القضية هي: أنا أحمل هماً وهو أنني أخاف أن لا تريد أمي مني سوى دراسة البكالوريوس (4 سنوات) ربما لأنني تقدمت في العمر قليلاً، ولم أتزوج بعد، أو لأنها تريد أن يكون ابنها قريباً منها لا أدري، وأنا أريد كذلك دراسة الماجستير والدكتوراه هناك، وهذا الهم يشوش علي ويجعلني في قلق، فهل يجوز لي أن أفتح هذا الموضوع مع أمي وأخبرها بأن رغبتي هي إكمال جميع مراحل الدراسة هناك، وأسألها هل سوف تأذن لي بذلك؟
علماً بأنني لم أبدأ البكالوريوس بعد، وإنما أريد أن أسألها فقط حتى يرتاح بالي؟ أم هذا من العقوق إذا حزنت أمي بسؤالي؛ لأن طبيعة الأم كما لا يخفى أنها تحب أن يكون ابنها قريباً منها، أم يجب علي أن أنتظر حتى يأتي ذلك الوقت ثم أسألها حتى لا أحزنها الآن؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م.و.ب. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولاً: نهنئك بما مَنَّ الله تعالى به عليك من الرغبة في تعلُّم العلوم الشرعية والإقبال عليها، وتيسير الأمر لك أن قُبلتَ في جامعة تُدرّسك ما تصبو إليه وتأمله من العلوم الشرعية، فنسأل الله تعالى أن يُتمِّم عليك نعمته وييسّر لك الخير ويفتح لك أبواب العلم النافع.
ثانيًا: المؤمن -أيها الحبيب- حريص على ما ينفعه، فهذه وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- التي قال فيها: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز). ومن الحرص على النافع أن يكون الإنسان حريصًا على أن يشغل نفسه في الوقت الحاضر فيما هو نافع في هذا الوقت، وهو ما يُسمَّى عند الناس بـ(فريضة الوقت وواجب الوقت).
فنصيحتُنا لك: أن تشغل نفسك بما هو مطلوب منك الآن، فاسبق الزمن، وبادر إلى استغلال ما أُتيح لك من الفرص، واترك المستقبل لتدبير الله تعالى وتقديره، وهذا لا يعني أنك لا تُخطط للمستقبل، لكن دع التنفيذ فيما سيكون في المستقبل إلى حينه، ولا تستعجل الهموم المؤخرة فتعيشُها نقدًا الآن، دع عنك الهموم والأحزان التي قد تنتظرك في المستقبل، دعها لحينها ووقتها، سيجعل الله تعالى لها فرجًا، وسيجعل منها مخرجًا، عش وقتك اليوم، ونفِّذ ما فيه فائدة ونفع لك في دينك ودنياك، وخطط للمستقبل، ولكن دع الأمور وفوضها لله سبحانه وتعالى.
وعلى هذا الأساس فنصيحتُنا لك ألَّا تشتغل بهمِّ سماح أُمِّك لك بالدراسات العُليا بالماجستير والدكتوراه، واشتغل الآن أولاً بما أنت مطالب به الآن وما هو نافع لك الآن، وأثناء هذه المدة ينبغي أن تُهيأ أُمّك قليلاً قليلاً، بأن تذكر لها المنافع والفوائد التي ستجنيها فيما لو أكملت دراساتك العُليا، وهي بلا شك كما أنها تُحبُّك وتُحب أن تكون قريبًا منها؛ تُحبُّ لك أيضًا النفع والمصلحة، فإذا ذكّرتها حينها بأن المدة قليلة والمنافع كثيرة؛ فالمتوقّع أنها ستأذن وترضى بما هو نافع لك ومفيدٌ لك.
فالخلاصة -أيها الحبيب-: أنَّا لا ننصحك أبدًا بأن تعيش هذه المشاعر وهذه المخاوف قبل حدوثها.
نسأل الله تعالى أن ييسّر لك الخير.