الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
هناك تجارب نفسية وعصبية غريبة بعض الشيء قد تحدث لبعض الناس.
التفسير للحالة التي حدثت لك: يظهر أنك كنت مُجهدة حين آويت إلى فراشك، ربما يكون إجهادًا نفسيًّا، أو إجهادًا جسديًّا، أو كليهما.
هذا الإجهاد والقلق المصاحب له يؤدي إلى ما يُعرف بـ (الهلوسات الكاذبة)، أو ما يُعرف بـ (شبه الهلوسات)، وهذه الهلوسات أو شبه الهلوسات تكون في شكل أصوات في بعض الأحيان، أصوات غير واضحة؛ كالطنين، أو الوشوشة، والإنسان أيضًا قد يحسّ كأنَّ شيئًا يلمسه، أو كأنَّ تيّارًا كهربائيًا يلسعه، وهكذا ... وهذا طبعًا كتجربة غريبة تجعل الإنسان يحسّ بالخوف، وفي مجتمعاتنا بعض الناس أوّل ما يُفكّر فيه هو أنه قد أُصيب بسحرٍ أو عينٍ أو مسٍّ أو شيءٍ من هذا القبيل، ويبدأ الوسواس، ويدخل الإنسان في حلقة مفرغة، خاصة -كما ذكرتُ لك- أن المجتمع فيه الكثير من الأفكار الخاطئة والشعوذة التي أضرَّتْ بكثير من الناس.
الذي أره أن الأمر ليس له علاقة بالجنِّ أو بالسحر أو خلافه، هو مجرد إجهاد نفسي حدث لك، والذي حدث لك هو نوع من الهلوسات الكاذبة.
أقول لك: حاولي دائمًا أن تكوني في حالة راحة قبل النوم، راحة بدنية وراحة فكرية، وتعلّمي تطبيق تمارين الاسترخاء -تمارين الشهيق المتدرّجة والبطيئة، ثم مسك الهواء في الصدر، ثم بعد ذلك إخراج الهواء (الزفير) عن طريق الفم بقوة وبطء- وسيكون من الجيد أن تطلعي على تمارين الاسترخاء هذه في اليوتيوب، أو ترجعي لاستشارة إسلام ويب التي رقمها (
2136015) ففيها توجيهات نحسب أنها مفيدة، فنرجو تطبيقها.
بصفة عامة -أيتها الفاضلة الكريمة-: تجنّبي السهر، تجنّبي النوم النهاري، تجنّبي شُرب الشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساءً؛ لأن الكافيين كثيرًا ما يُؤدي إلى استثارة جسدية وكذلك نفسية، وهذا ينتج عنه مثل التجارب التي مرّت بك، تجربة الهلوسات الكاذبة.
وسيكون من الجيد أيضًا أن تمارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وفي نهاية الأمر: اجتهدي في دراستك، اجتهدي في توزيع وقتك، ولا تُجهدي نفسك كثيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
+++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان،
وتليها إجابة د. أحمد الفرجابي المستشار التربوي والشرعي.
+++++++++++++++++
مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يكتب لك التفوق والنجاح، وأن يجلب لك السكينة والأمان والطمأنينة.
سعدنا جدًّا بحرصك على أذكار النوم، وندعوك إلى المحافظة عليها، ونبشرك بأن هذه الأذكار تحفظ الإنسان بحفظ الله وتوفيق الله تبارك وتعالى، وأذكار المساء والصباح وأذكار الأحوال التي علَّمنا إيَّاها رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، إذا نمنا، إذا استيقظنا، إذا دخلنا، إذا خرجنا، إذا أكلنا، إذا شربنا، إلى غير ذلك من الأذكار، أذكار اليوم والليلة، المحافظة عليها تنفع ممّا نزل، أو ترفع ما نزل وتمنع ممَّا لم ينزل؛ لأن الإنسان باستعانته بالله وذكره لله ينال الطمأنينة وينال الخير، وإذا جاءتك مثل هذه الحالة فنحن ندعوك إلى مزيد من الإصرار على الأذكار وتلاوة آيات القرآن، فالإنسان بالقرآن يزداد إيمانًا، وبالقرآن وذكر الرحمن يصل للطمأنينة.
واعلمي أن الناس بحثوا عن الطمأنينة عند الأطباء، بحثوا عنها عند الصيادلة، بحثوا عنها في الأموال وفي الوظائف؛ فلم يجدوها؛ لأن الطمأنينة مكانها واحد: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
عليه أرجو أن تستمري في المحافظة على الأذكار، واجتهدي دائمًا في رضا الله تبارك وتعالى، ولا تخلدي إلى النوم إلَّا عندما تحتاجين إلى النوم، وأشغلي نفسك دائمًا بالأشياء الإيجابية والطاعات لربِّ البريّة، وحاولي دائمًا أن يكون موعد النوم مناسبًا بالنسبة لك.
واعلمي أن الإنسان قد يهتمّ بأمور ويغتمّ بها فتؤثّر عليه، لكن المؤمنة تستعين بالله وتحافظ على ذكر الله تبارك وتعالى، الذكر طارد للشيطان، الذكر يُرضي الرحمن، الذكر يجلب السكينة والطمأنينة والأمان.
نكرر: إذا جاءك مثل هذا فحافظي على أذكارك وكوني مُصرّة عليها، وعندها ستنجلي كل الهموم وكل الغموم.
عجبتُ لمن اغتمَّ كيف يذهل عن قوله تعالى: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فإني وجدت الله يعقبها فيقول: {فاستجبنا له ونجيناه من الغمِّ وكذلك نُنج المؤمنين}، وعجبتُ لمن خاف أو خُوّف كيف يذهل عن قوله تعالى: {حسبنا الله ونعم الوكيل} وهي كلمة قالها محمد -صلى الله عليه وسلم- حين قيل له: {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} قال العظيم بعدها: {فانقلبوا بنعمة من الله وفضلٍ لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم * إنما ذلكم الشيطان يُخوّف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين}.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.