أصبحت أمارس العادة السرية كعقاب لنفسي، ما توجيهكم؟
2023-06-18 02:16:02 | إسلام ويب
السؤال:
أمارس العادة السرية منذ سنتين، كلما أقلعت عنها أعود إليها، صرت أمارسها ليس للمتعة، وإنما كعقاب للنفس، أو انتقام، وأيضًا كقضاء لوقت الفراغ، مع أنني لا أريد ممارستها، لكنها صارت لدي مجرد عادة فقط؛ لأنني فقدت متعتها عندما لا أحصل على ما أريد، أو أتعرض للأذية من الأقرباء، أقوم بممارستها تحت فكرة "أنت تستحقين ما يحصل لك"، كأنني أريد نبذ هذه النفس أو الإنسانة التي لا يحبها أحد، رغم قيامي بكل جهدي لإرضائهم، لكن رغم ذلك أتعرض للأذية؛ بسببها صرت قليلة الحيلة، وتراجعت معدلاتي في الدراسة، وصرت فاشلة فشلاً ذريعًا، ونحيفة، ولوامة لنفسي على المدى الطويل.
أرجو منكم حلاً سريعًا وفعليًا؛ لأنني جربت جميع الطرق وحتى الالتزام بالعبادات، لكن دون جدوى، فأحيانًا أصبح تلك البنت الملتزمة التي تخشى الله، وفجأة ينقلب الأمر إلى العكس كاضطراب في الشخصية، أو الله أعلم ماذا يسمونه.
جزاكم الله خيرًا، وأرجو منكم الدعاء لي بالهداية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hafssa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على طرحك لهذا السؤال، وأود أن أقول لك أولاً أنك لست وحدك في هذه المشكلة، وهناك الكثيرون الذين يواجهون تحديات مماثلة.
إذا كنت تشعرين بالذنب والشعور بالإحباط بشأن السلوك الذي تريدين تغييره، فهذا أمر طبيعي، ويمكن أن يكون بمثابة دافع للتغيير، هناك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك:
1. اعترفي لنفسك بأن لديك مشكلة، هذا الاعتراف هو الخطوة الأولى نحو التغيير.
2. ابحثي عن داعم، ويمكن أن يكون ذلك عن طريق الكشف عن المشكلة لأحد الأشخاص الموثوقين في حياتك، والذي يمكن أن يساعدك ويدعمك، هذا قد يكون إحدى الأخوات الداعيات، أو مستشارة نفسية، أو صديقة مقربة.
3. ابحثي عن العلاج السلوكي المعرفي، فقد يكون فعالًا في مساعدتك في التعامل مع هذه المشكلة، هذا النوع من العلاج يمكن أن يساعدك على تغيير أنماط التفكير والسلوك السلبي. يمكن القراءة عنه أيضًا عبر الشبكة العنكبوتية.
4. حاولي التعرف على الأسباب التي تقودك إلى ممارسة هذا السلوك، هل هي الضغوط العاطفية، أو الملل، أو الوحدة؟ الفهم الأعمق لأسباب سلوكك، يمكن أن يساعدك على التعامل معها بشكل أفضل.
5. تجنبي الأنشطة والمواقف التي قد تثير الرغبة في ممارسة العادة السرية، ابتعدي عن مطالعة المقاطع الخادشة للحياء، والمخالفة للشريعة، وتذكري أن المرء محاسب على نظراته، ففي الحديث المتفق عليه عن أَبي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: ( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ). قال المناوي رحمه الله:" (على ابن آدم حظه من الزنا) أي خَلق له الحواس التي بها يجد لذة الزنا، وأعطاه القوى التي بها يقدر عليه، وركز في جبلته حب الشهوات " انتهى من "فيض القدير" (2/ 246) وعليه ينبغي الابتعاد عن كل ما يهيج الشهوة.
6. استبدلي السلوك الضار بسلوك نافع، حاولي العثور على نشاطات صحية تعوض العادة السرية، هذه قد تشمل الرياضة، أو الهوايات الإبداعية، أو الأنشطة الاجتماعية.
7. المحافظة على الصبر، والاستمرار في التغيير، فالتغيير لا يحدث بين عشية وضحاها، وقد تواجهين الانتكاسات على طريقك، تذكري أن هذا جزء من عملية التعافي، وأنه يجب أن تكوني صبورة مع نفسك، فقد أخرج الإمام أحمد وغيره بسند حسن عن عقبة بن عامر مرفوعا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إنَّ اللهَ لَيَعجَبُ مِنَ الشابِّ ليست له صَبْوةٌ". أي: ليس له مَيلٌ إلى الهَوَى والمَعصيةِ؛ لحُسنِ اعتِيادِه للخَيرِ، وقوَّةِ عَزيمَتِه فِي البُعدِ عن الشَّرِّ في حالِ الشَّبابِ الذي هو مَظِنَّةٌ لضِدِّ ذلك، وكذلك الحال بالنسبة للشابة.
أخيراً، اعلمي أن الله يعلم عنك كل شيء، وهو الغفور الرحيم، فلا تترددي في الدعاء وطلب المغفرة والرحمة منه، وتذكري أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، قد يكون الطريق صعبًا، ولكن مع الصبر والدعاء والعمل الجاد، يمكنك التغلب على هذا التحدي.
وفقك الله.