الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ANAS حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: كل الأسئلة التي طرحتها وتعاني منها هي دليل على أنك تعاني من وساوس قهرية، وحتى السؤال الأول وهو أن صوتك عالٍ؛ قد يكون -يا أخي الكريم- هذا مجرد إحساس، وإن كان حقيقة؛ فالإنسان إن كان صوته عالياً يسعى لتخفيضه، وهذا ليس بالأمر الصعب أبداً، أما بالنسبة لبقية الوساوس -فيا أخي- تتعامل معها من خلال تجاهلها وتحقيرها، وصرف الانتباه عنها تماماً، هكذا يتم التعامل مع الوسواس.
لا تكرر الكلمات أبداً، وحاول مثلاً أن تصلي نافلة في البيت جهراً، وتصر على أن لا تكرر أي شيء، وقم بتصوير نفسك خلال الصلاة ركعتين من النافلة، وبعد ذلك أي بعد انقضاء الصلاة يمكن أن تفتح صورة الفيديو، وتشاهد أداءك للصلاة، وسوف تجده جيدًا جداً، ولا يوجد تكرار ولا يوجد أي شيء، بشرط طبعاً أن تكون عازماً ألا تكرر أبداً. هذا نوع من التمرين الذي يعطي الإنسان ثقة كبيرة في نفسه. وكلمات نويت الوضوء ونويت الصلاة هذه -يا أخي- يجب أن تقطعها تماماً، فالنية مكانها القلب، ولا يُتلفظ بها، وأنت تعرف ذلك -يا أخي- جيداً.
بالنسبة لغسيل الأعضاء المكرر -أخي- لا تتوضأ في الحنفية أو الصنبور، إنما ضع الماء في إبريق واعلم أن الإسراف مذموم، وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يتوضأ بكمية قليلة من الماء، فأجعل ذلك قدوتك، ضع الماء في الإبريق حوالي لترًا واحدًا وتوضأ، أعقد النية وحين مثلاً تغسل يديك؛ أكد لنفسك أنك قد قمت بغسل يديك دون إسراف، وهكذا المضمضة والاستنشاق والاستنثار، وغسل الوجه واليدين، إلى أن تنتهي من الوضوء، ودائماً تراعي كمية الماء التي بقيت؛ حتى لا ينقضي الماء وأنت لم تكمل الوضوء، هذه طريقة ممتازة جداً ومجربة، وحاول أن تكرر ذلك، أي: أن تتوضأ عن طريق الإبريق لمدة أسبوع إلى أسبوعين، وسوف تجد أن أداءك في الوضوء قد تحسن جداً، وأنك قد ابتعدت عن الإسراف والتكرار.
أخي: ما الذي يجعلك تفكر في الانتحار؟ هذا تفكير قبيح -يا أخي- لا يليق بك أبداً، وعليك أن تستعيذ بالله تعالى من هذه الأفكار، وأن تدرك أن الله رحيم بعباده (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً).
أخي الكريم: حتى أطمئن عليك تماماً، سوف أصف لك أحد الأدوية الفاعلة جداً لعلاج الوساوس، الدواء لا يسبب الإدمان، ويسمى فافرين هذا هو اسمه التجاري، وعلمياً يسمى فلوفكسمين، فهو لا يحتاج إلى وصفه طبية في معظم الدول، ويناسب عمرك -إن شاء الله تعالى-، تبدأ في تناول الفلوفكسمين بجرعة 50 مليجرام ليلاً لمدة 10 أيام، بعد ذلك تجعل الجرعة 100 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم تجعلها 200 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم 100 مليجرام ليلاً لمدة شهرين آخرين، ثم 50 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم 50 مليجرام يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء. هذا التنظيم للدواء مهم جداً والالتزام به ستكون له فائدة عظيم جداً بالنسبة لك، علماً بأنه توجد أدوية أخرى، لكن من وجهة نظري أن الفلوفكسمين هو الأفضل، وهو الأنجع في علاج الوساوس القهرية من هذا النوع.
أخي الكريم: نصيحة عامة وهي أن تستفيد من وقتك، وأن تتخلص من الفراغ، وأن تكون شخصاً نشطاً ولك أهداف وغايات، وتضع الآليات التي توصلك لأهدافك، ممارسة الرياضة أيضاً جيدة جداً، تطور النفوس والصحة النفسية كثيراً، ونظم وقتك بصورة جيدة، وتجنب السهر، واحرص أيضاً في غذاءك.
وللفائدة راجع هذه الروابط: (
2240168 -
15807 -
2364663 -
2294112).
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.