عدم محبة الزوج لزوجته رغم اكتمال صفاتها الدنيوية والشرعية
2006-04-25 11:35:16 | إسلام ويب
السؤال:
أنا شاب عمري 26 سنة، وملتزم ولم أرض لنفسي أن تكون لي علاقة ببنت بغير الزواج أو الخطبة؛ لأن ذلك مناف لديني وأخلاقي، وعندما عزمت على الزواج قيل لي إن الحب سيأتي في فترة الخطبة أو بعد الزواج، فاخترت زوجتي بحكم العقل دون تدخل العواطف (جميلة ومتعلمة وذات نسب ودين).
المشكلة أنني وبعد عام ونصف من الزواج وبعدما رزقت بولد أيقنت أنني لم أحب زوجتي يوماً، وأعتقد أن الوقت قد فات، فلو كان هناك فرصة للحب لكانت.
أشعر أنني أظلم نفسي بذلك، وأخاف أن أظلمها معي، أنا بصراحة أفكر بالطلاق بشكل جدي، ولكن يمنعني ابني من ذلك، وأيضاً زوجتي تحبني كثيراً، ولم تقصر معي يوماً، وأهلها أناس كرماء ولطفاء.
هذا الوضع أثر على إنتاجي في العمل، وعلى علاقتي مع أصدقائي وأقاربي، وأيضاً على علاقتي مع زوجتي، فأنا أسيء معاملتها أحياناً، ولكن من دون قصد، وأعيش وضعاً نفسياً صعباً.
ما أريده هو شخص يشجعني على الطلاق. وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد.
فإن بيوت الموحدين لا تُبنى على الحب وحده، ولكنها تؤسس على العقيدة والإخاء في الله، والرغبة في وجود النسل الذي يعيد الله ويتقيه، مع رعاية الروابط واحترام الميثاق والرباط الزوجي، ولست أدري ما هو الحب الذي تقصده؟!
وأخشى أن تكون مخدوعاً بما يشاهده الناس في الشاشات من عواطف محرمة، وابتسامات باهتة مدفوعة الثمن، وعبارات محفوظة لا تمت إلى الحقيقة بصلة.
وإذا كانت زوجتك جميلة وذات نسب وصاحبة دين فقد اكتملت فيها عناصر الخير، فأقبل عليها بصدق، وعاملها بمثل ما تعاملك به من رقٍ في المشاعر وأدب في التعامل، واجتهد في غض بصرك، واتق الله في نفسك، واسأل الله توفيقه وسداده.
وإذا كان الوضع كما ذكرت فإنك تقع في خطأٍ كبير إذا أقدمت على الطلاق، ولا أظن أن هذه المدة كافية لتأكيد وتعميق المشاعر، فاتق الله في نفسك، وتعوذ بالله من الشيطان، وقابل نعمة الله بالشكر لتنال المزيد، واعلم أن نعيم الدنيا منقص، وأنك لا ترى من أحوال الناس إلا الظاهر فقط، كما أن في الطلاق تدميرا لهذا الطفل، وتنغيصا لحياة هذه المرأة التي تصدق في حبها لك، وأخشى إن حصل ذلك أن يأتيك الله بمن تجعلك تعض أصابع الندم، ولا أظن أن عقارب الساعة يمكن أن تعود إلى الوراء، فإن الطلاق كسر لقلب المرأة، وأحسن الشاعر :
إن القلوب إذا تنافر ودها *** مثل الزجاجة كسرها لا يجبر
فلا مجال للتجربة، ولن تكون بنات المسلمين ألعوبة، ولن يستفيد من الطلاق إلا الشيطان، واعلم أن خير ما يجلب المحبة هو التعاون على البر والتقوى والحرص على الدعاء والصلاة.
والله ولي الهداية والتوفيق.