أمي لا تدعمني وقت ضعفي وأشعر أنها لا تحبني، فماذا أفعل؟
2023-07-25 01:02:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أعرف ما أقول ولم أعد أعرف نفسي، أنا فتاة رسبت كثيراً في الدراسة، وحاليا ًأعيد البكالوريا ومن المحتمل أن لا أنجح، ولكن مشكلتي مع الدراسة أني أصبحت أنسى أي شيء أقرؤه، والله تعبت! جربت كل ما أستطيع، عملت بكل النصائح، كتهيئة المكان المناسب، وتنظيم الوقت.
لجأت إلى الله ودائماً ما أدعوه ولكن دون جدوى، والله تعبت وأريد أن أنجح، تعبت من نظرة أمي خاصة، أشعر أنها لا تحبني إلا بمقابل، فهي شخص متشائم، وهذا دائماً يؤثر فيّ، أعرف أنها تريد مصلحتي ولكن لماذا لا تشجعني في وقت ضعفي!
حقاً تعبت من حياتي التي تتمحور في دراستي وأمي التي أريد إرضاءها، فهل إذا دعوت كثيراً يغير الله الأقدار وأنجح؟ ولكني دائماً أدعو!
أصبحت في بعض المرات لا أستطيع الكلام، وأشعر بالخمول عندما أريد ذكر الله، هل هذا لأني أصبحت أفقد الأمل؟ ولكن ورغم ذلك دائماً ما أحاول الدعاء وقراءة القرآن.
دعواتكم لي بالنجاح وإرضاء أمي، ما زلت أريد أن أتحدث، في أمان الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mimi حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يفتح عليك فتوح العارفين، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
أرجو ألَّا تُعطي اليأس فرصة، واعلمي أن النجاح بيد الكريم الفتاح، وما عند الله لا يُنال إلَّا بطاعته، فالإنسان يتوجّه إلى الله تبارك وتعالى واهب الخيرات، ثم يبذل الأسباب، وإذا بذل الإنسان الأسباب، وتوكّل على الكريم الوهاب؛ فإن الله تبارك وتعالى يُعطيه من الخيرات ما لا يعلمه إلَّا الله تبارك وتعالى.
كما أننا نتمنَّى منك أن تُغيّري القناعات السالبة، فلا يوجد على وجه الأرض إنسان لا يفهم أو لا يحفظ، والدليل على ذلك أنك وصلت إلى هذه المراحل المتقدمة في التعليم، ولكن ينبغي أن تتخذي الخطوات التالية:
أنت أشرت إلى تنظيم الوقت والمكان المناسب، هذا كله مطلوب، لكن أيضًا من المهم جدًّا:
- أن تستخدمي أكثر من حاسّة، فتُلخِّصي، وتُركّزي، وتقرئي.
- وتُسجلي صوتك ثم تستمعي عندما تتعبين في المواد التي قمت بمراجعتها.
- وحاولي التواصل مع المعلمين والمعلمات (الدكاترة) حتى يُعاونوك ويُبيّنوا لك الأشياء المهمة التي ينبغي أن يكون التركيز عليها.
- واحرصي دائمًا على أن تستفيدي من اللحظات التي فيها هدوء، واللحظات التي تكون قبل النوم، شريطة ألَّا تكوني متعبة، فإن هذه الأوقات يكون التركيز فيها عاليا.
- نؤكد لك أن مسألة تلخيص المواد وكتابة النقاط التي تحتاج إلى مراجعة، وتنظيم الدفاتر التي نُذاكر منها؛ كل هذه أمور لها أثر كبير.
- أكثري من الاستغفار، فإن شيخ الإسلام ابن تيمية كان إذا صعبت عليه مسألة يستغفر ويستغفر، ويقول: (حتى يفتح الله عليَّ).
- أكثري من الدعاء، فإن بالدعاء تفتح لك الأبواب، واجعلي من دعائك: (رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي)، (اللهم إني أسألك الهدى والسداد)، (اللهم اهدني وسددني)، (اللهم يسر لي فهم السؤال، ويسر لي الإجابة)، (اللهم لا سهل إلَّا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً).
فنسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ومرة أخرى نذكّرك بأنك وصلت لمرحلة تستطيعين بها أن تتجاوزي هذه الصعاب، ولا تتأثري بالنظرات السلبية من أي إنسان، واعلمي أن الوالدة نيتها طيبة، وهي تريد لك النجاح، والحمد لله أنت على معرفة بنواياها الطيبة، وهي تتمنّى لك الخير، فلا تتأثري بالكلام الذي يصدر منها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب لك النجاح في الدنيا والفوز في الآخرة.
والله الموفق.