لدي صعوبة في التكيف بسهولة مع عملي الحالي!

2023-10-26 00:04:04 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

عملت لمدة 5 سنوات في مؤسسة، ثم تحولت إلى العمل في مؤسسة حكومية، ليس بها مناوبات منذ عام تقريبًا، لكن واجهت ضغطًا نفسيًا كبيرًا بسبب المديرة والزملاء الذين ينقلون الكلام بينهم وإلى المديرة، فأصبت بأرق دائم.

أفكر بالعمل، ونومي متقطع، وأستيقظ مفزوعة، أرى المديرة في منامي، وقلبي ينبض بسرعة، كثيرة البكاء، وعندي جفاف في حلقي، وأعاني من كثرة التبول -أعزكم الله-، وتأتيني نوبات حزن كثيرة، أحس بشرارة كهربائية عند لمس بعض الأشياء، وارتجاف في الرجل من الخلف، مثل ارتجاف الجفن، ودائمًا متعبة.

أعاني من الشقيقة لكثرة بكائي، ولاضطراب نومي، أحاول التظاهر بأني بخير، لكن في أعماقي لست كذلك، التحاليل الطبية سليمة، لا أعاني إلا من فقر دم خفيف.

الآن انتهت فترة الإجازة، ويتملكني خوف من العودة للعمل، ولا أدري ماذا أفعل للانتقال لعمل آخر! سأجد حتمًا عملاً به مناوبات ليلية، وأنا لا أستطيع تحملها، لا جسديًا ولا نفسيًا، وخائفة من أن لا أستطيع المواصلة في التخصص؛ لعدم قدرتي على تحمل ذلك الضغط النفسي، علمًا أنه أقل تخصص -4 سنوات فقط-، ويمكنني فتح عيادة خاصة، وأنا في مكان يعج بالعيادات، لا أدري ماذا أفعل؟ وخائفة أن يصبح الخوف الذي يتملكني مرضيًا، ولا أريد ترك العمل؛ لأني سأشعر وقتها بالضعف.

تناولت أدوية مساعدة، مثل: stilnox Magnésium، sulperide، أفيدوني من فضلكم.

وبارك الله فيكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الدكتورة الفاضلة خولة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

إن ما تعانين منه -أختنا الفاضلة- هو صعوبة التكيُّف مع ضغط العمل، وخاصة فيما يتعلق بالتعامل مع زملاء العمل، كالمديرة والزملاء الآخرين.

أختي الفاضلة: في سؤالك وردت عدة أعراض، ربما الرابط الذي يجمع أنك تعانين من القلق بسبب هذه الصعوبات، والتحدّيات التي تواجهينها في مكان العمل، ولكن أنصحك بشدة بعدم ترك العمل، وإنما محاولة التكيُّف مع هذه الظروف، فأي مكانٍ ستنتقلين إليه ستكون هناك فيه بعض الصعوبات والتحدّيات، فالتعامل مع الناس ليس دائمًا بالأمر السهل الهين، إلَّا أني لا أشك أنك -بإذن الله سبحانه وتعالى- ستتمكّنين من التكيّف في هذه الأجواء، وخاصة عندما تتقدّمين بالتخصص الذي ستختارينه، وبالتالي تُصبحين رئيسة فريق طبي في تخصصك الذي ستختارينه، وبالتالي يخفّ إزعاج الناس لك.

إن ما وصفتيه من صعوبات النوم والبكاء وغيرها من الأعراض، هي نتيجة هذه المعاناة التي تعانينها، الجميل أنك أخذت فترة إجازة، والآن أنت في طور العودة إلى العمل، فأنصحك بأن تشدّي من عزمك، وتُقبلي على ما أنت ترغبين في القيام به، متحلية بالصبر والتوكل على الله سبحانه وتعالى.

لا أرى مبررًا لاستعمال بعض الأدوية، وخاصة الـ (sulperide)، ولكن إذا أردت يمكنك أخذ موعد مع أخصائية نفسية، تمكنك من فتح المجال للتنفيس العاطفي والتفريغ عمَّا في نفسك، ولعلَّها تعلّمك بعض المهارات التكيُّفيّة مع مثل هذه الأجواء، جو العمل، وضغط التعامل مع الناس.

أحمد الله تعالى أن التحاليل الطبية سليمة، إلَّا أن هناك فقر دم خفيف، فأنت بفهمك الطبي ستتمكنين من علاج هذا بالتغذية الصحية المناسبة.

أدعو الله تعالى لك بالتوفيق والسداد، وزميلة عزيزة.

www.islamweb.net