زوجتي قامت برفع صوتها على أمي ولم تعتذر، فكيف أتصرف؟
2023-10-29 04:41:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخوتي الكرام، أنا متزوج منذ عام ونصف، وقبل أربعة أيام تقريبًا حدثت مشكلة بين زوجتي وأمي، حيث قامت زوجتي برفع صوتها على أمي ولم تحترمني أنا أو والدتي، وأنا لم أقم بعمل أي شيء لها، وذهبت إلى بيت أهلها؛ لأنها غاضبة، وقمت بالاتصال بأمها ثاني يوم لحل الخلاف، وأوضحت لها الصورة، ولكن إلى اليوم لم تقم زوجتي أو أي أحد من أهلها بالاتصال بي لحل المشكلة، فماذا يجب أن أفعل؟ هل أطلب الانفصال أم ماذا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجهول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص سؤالك فاعلم -أخي الكريم- ما يلي:
أولًا: الحياة الزوجية لا بد أن تمر ببعض المنعطفات، وهذا لا يؤثر في كيانها إذا تفهم الطرفان حتمية الاختلاف، وأظهر كل طرف وجهة نظره من غير خوف أو قلق، هنا تنحصر المشاكل، وتوضع في أضيق نطاقها.
ثانيًا: الزوجة لم يمض على ذهابها إلا أيام قلائل -نحن بالطبع لا نوافق على ذلك-، وعليه فيجب التريث، وعدم التفكير في مسألة الطلاق الآن.
ثالثًا: كون الزوجة أخطأت في حقك وحق والدتك، هذا حكمك، وقد يكون صوابًا وقد يكون خطئًا، وقد يكون رفع الصوت منها لإحساسها أنها مظلومة، وقد تكون غير ذلك، الشاهد أن الحكم الذي أصدرته ليس بالضرورة أن يكون صحيحًا، كما أن موقفها كذلك ليس بالضرورة أن يكون صوابًا.
رابعًا: إننا ندعوك إلى إرسال أحد من أهل الدين والحكمة ممن يحبهم أهل زوجتك ويقدرونه، ليفهم منهم أبعاد المشكلة كاملة، وأنت تكون قد ذكرت له ما حدث، وهنا سيكون عند هذا الحكم رؤية كاملة عن المشكلة، ويستطيع وضع حل لها.
خامسًا: اجتهد ألا ترسل إليهم أي رسائل سلبية؛ لأن هذه الفترة تكون مشحونة، والشيطان متربص -أخي- بالبيت المسلم، يريد أن يقوضه على رأس أصحابه.
سادسًا: والدتك لا بد أن تتقرب منها، وأن تبرها، وأن تظهر لك أنها ليست طرفًا في المشكلة، وبرها عليك واجب، فاجتهد في ذلك، ولكن وفق قاعدة: أطع أمك ولا تظلم زوجتك، فبر والدتك واجب عليك لا عليها، وحق زوجتك واجب عليك لا على والدتك -حفظها الله-.
سابعًا: من الجيد تواصلك مع والدتها، اجتهد أن تجعل بينك وبينها حبل تواصل، فهذا حسن، كما نرجو كذلك ألا تغفل والدها، وحديثك إليها ليس انتقاصًا من قدرك، بل هو زوج عاقل يريد الحفاظ على بيته.
وأخيرًا: اجتهد -أخي- في الدعاء أن يصلح الله بيتك، وأن يصرف عنكم شر كل ذي شر، وأن يعيدها سالمة إليك، والله الموفق.