متردد في القبول بخطيبتي بسبب جمهالها فأشيروا علي!
2023-10-30 00:23:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أرجو المساعدة.
رشح لي أحد الأصدقاء فتاة لأتقدم لخطبتها، وعندما ذهبت لرؤيتها النظرة الشرعية وجدت في أهلها الأصل والطيبة والرحمة، ولكني عندما رأيتها لأول مرة خفت وحصل لي رهاب، ولا أعرف لماذا! وعندما تحدثت معها هدأت وشعرت باطمئنان، ولكن جمالها متوسط بالنسبة لي.
هي تكافئني عقليًا وفكريًا، وعلى قدر من الخلق، وحافظة لكتاب الله، ولكني عندما ذهبت من عندها وصليت استخارة، أصبحت مترددًا ما بين القبول أو الرفض، مع العلم أنهم موافقون على خطبتي لابنتهم، ولإمكانياتي، ماذا أفعل؟ أنا في حيرة من أمري، خائف من تركها فأندم؛ لأنها متدينة، وخائف من القبول؛ لأني متردد من جمالها، فليست على قدر من الجمال.
أفتوني؛ لأني ذاهب إليها اليوم لأعطي الرد النهائي.
ساعدوني في قراري؛ لأني تعبت كثيرًا من الحيرة، وجزاكم ربي كل الخير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Kareem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أيها الابن الكريم- في الموقع، ونسأل الله أن يُقدرّ لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يجمع بينك وبين الفتاة على الخير وفي الخير.
لا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن الدّين هو المطلب الأول، وهو المطلب الثاني، وهو المطلب الثالث، وهو الأساس، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فاظفر بذات الدين)، وليس معنى ذلك أن أمر الجمال وأمر الحسب والنسب ليس مهمًّا، ولكن إذا وجد الدّين فإنه يُغطي على سائر النقائص.
وكل كسرٍ فإن الدّين يجبره *** وما لكسر قناة الدّينِ جُبرانُ.
وإذا كانت مشاعرك عند النظرة الشرعية مضطربة؛ فمن المهم أن تعاود النظر مرة أخرى، وتعطيها وتعطي نفسك فرصة، ووسّع دائرة السؤال عنهم، وليوسِّعوا دائرة السؤال عنك؛ لأن مشوار الحياة الزوجية طويل، ولا تصلح فيه المجاملة، ولكن نعود ونؤكد أن الدّين هو الأساس، والإمام أحمد -رحمه الله- ذهبتْ إحدى الخالات له لتقول: اخترتُ لك فتاتين، الأولى بارعة في جمالها متوسطة في دينها، والثانية متينة الدّين متوسطة في الجمال، فقال الإمام أحمد: (أريدُ صاحبة الدّين)، قلتُ وتلك وصية رسولنا الأمين، فعاش معها الإمام ثلاثين سنة، ثم قال يوم وفاتها: (والله ما اختلفنا في كلمة).
واعلم أن الجمال أيضًا مُقسّم، هناك جمال في الجسد عمره محدود، وجمال في الروح وهو بلا حدود، والجمال أيضًا مُوزّع بين النساء، وكلُّ فتاة جميلة بأخلاقها، ودينها، وسمتها، وحرصها على طاعة ربها تبارك وتعالى. والكمال محال، لذلك كان التوجيه النبوي: (لا يفرك مؤمنٌ مؤمنة، إنْ كَرِهَ منها خُلقًا رضي منها آخر)، فضع ما فيها من الإيجابيات في كِفّة، وتأمّل الجوانب السلبية، وعندها ردّد (طوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته).
نقول هذا الكلام ولكنّك صاحب القرار، كرّر الاستخارة، ووسّع دائرة التشاور، ثم افعل ما تستريح إليه النفس، وتوكل على الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.