لست جاهزًا للزواج لقصور في بعض الأمور.. ما نصيحتكم؟
2023-11-07 01:12:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
سؤالي: عمري 22 سنة، لقد عرض علي أبي أن أتزوج من فتاة أحسب أنها صالحة، ومن أسرة متدينة، لكن لدي بعض الأمور التي أريد الاستفسار عنها:
حالي مع الصلاة متذبذب نوعًا ما في الفترة الماضية، فأحيانًا لا أستيقظ لصلاة الفجر مع أني أضع المنبه، لكن لا أستيقظ لتأخري في النوم بسبب التأخر في العمل.
أنا أعمل على تنظيم وقتي حتى أنام باكرًا، فهل أذكر هذا لأهل الفتاة؟ أتناول أدوية نفسية منذ سنتين وأخذت الكثير منها، لكني الآن أتناول حبة من فينلافاكسين 75 مغ، حبة كلورازيبات ديبوتاسيوم 10 مغ، نصف حبة كلوميبرامين 75 مغ، أعطتهم لي الطبيبة بسبب أني كنت أشعر بالقلق الشديد، لم تمض فترة كبيرة منذ تناولهم، لكن يوجد تحسن.
منذ سنتين عندما بدأت تناول هذه الأدوية انخفضت لدي الرغبة الجنسية بشكل ملاحظ، كما أنه عند الفراغ تظهر لدي حركات لاإرادية قهرية، شخصتني الطبيبة بأني مكتئب، ولدي قلق، فهل أذكر هذا لأهل الفتاة؟ لدي صلع وراثي، بدأت مؤخرًا بممارسة رياضة المشي، ووزني 95، صراحة لا أهتم كثيرًا بنظافتي الشخصية إلا عند المناسبات، فيمكن أن يمر أسبوع بدون أن أستحم، وشعري دهني فيه القشرة، ويحتاج أن أغسله يوميًا.
أريد تعلم الكثير من الأشياء كالعلم الشرعي، والإنجليزية، وبعض الأشياء التي أحتاجها في العمل، وأن أنتظم على الرياضة، وتطوير بعض المهارات الشخصية، أحس أني لست جاهزًا بعد للزواج، لكني أخاف أن تضيع مني هذه الفتاة الصالحة، فما نصيحتكم لي؟ وماذا يجب أن أذكر لأهل الفتاة؟
بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك –ولدنا الحبيب– في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن ييسّر لك أمورك، وأن يرزقك الزوجة الصالحة، ونصيحتنا لك – أيها الحبيب – أن تُبادر بالنكاح ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، فإن الزواج خيرٌ للشاب ونفعٌ دينيٌ ودنيويٌّ، فقد قال النبي ﷺ: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ)، فهذه وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهي المبادرة إلى الزواج والمسارعة إليه ما دام الإنسان قادرًا عليه، ففيه إعفاف للنفس عن الحرام، وتحصيل الذرية الصالحة الطيبة من وقتٍ مبكّر، فينتفع بها الإنسان في دينه ودنياه.
فنصيحتنا لك ألَّا تتردد في الزواج، وألَّا تُؤخَّره لهذه الأعذار التي ذكرتها في استشارتك.
وأمَّا ما ذكرته من بعض الأمور التي ينبغي لك أن تتخلص منها كالاعتناء بنظافتك الشخصية وما فيك من الصلع وتأخيرك للصلاة بسبب النوم؛ كلُّ هذه الأمور لا يلزمك أن تُصرّح بها ولا أن تذكرها لهذه الفتاة ولا لأهلها، فإنها ليست من الأمور التي تُؤثّر على المعاشرة الزوجية، والعيوب التي لا تُؤثّر على المعاشرة الجنسية بين الزوجين لا يلزم التصريح بها.
مع نصيحتنا لك بالاعتناء بالعمل بالسنّة النبوية، فإن النبي ﷺ ذكر خصالاً ينبغي للإنسان أن يحافظ عليها، وسمَّاها الفطرة، فالفطرة الكاملة التي فطر الله سبحانه وتعالى عليها الإنسان هي الهيئة الكاملة بما في ذلك أمور النظافة الشخصية، كنتف الإبط، وحلق العانة، وتقليم الأظافر، فهذه مستحبّات لتكميل هذا الإنسان ووضعه على الصورة الجميلة التي خلقه الله سبحانه وتعالى عليها، فينبغي المحافظة على هذه المسائل، ففيها كمال للإنسان وحُسن هيئته.
كما ننصحك بترتيب وقتك والاعتناء بقدر الاستطاعة بتنظيمه باستغلاله، فإن العمر أنفس ما يملكه الإنسان في هذه الحياة، والنوم المبكّر أمرٌ مرغّبٌ فيه من الشرع، فقد كان النبي ﷺ يكره الحديث بعد العشاء، أي: يكره الكلام بعد العشاء لينام مبكّرًا حتى يستيقظ لصلاة الليل وما ييسّره الله تعالى له من الطاعات في الليل، وحتى يستقبل النهار بنشاط وجدّية.
فحاول ما استطعت أن تُنظّم وقتك وفقًا للجدول الذي يتوافق مع حياة الإنسان المسلم، فإذا غلبك النوم ولم تتعمّد تأخير الصلاة فليس عليك إثمٌ في ذلك، وقد قال النبي ﷺ: (أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ الْأُخْرَى، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِه لَهَا).
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسّر لك الخير حيث كان.