أقارن نفسي بالعلماء قديمًا ولا أشعر بالإنجاز في طلب العلم!
2023-11-07 23:59:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة في البكالوريوس، في السنة الثالثة، أدرس الفقه وأصوله، لدي شغف كبير تجاه طلب العلم الشرعي، ولكن أدركت لاحقًا بأن الجامعة فقط تعطي دفعة أولى حتى أكمل مسيرتي في طلب العلم، ولكن لا أعلم من أين أبدأ، وكيف أبدأ، وما هي المنهجية في طلب العلم؟
أيضًا لدي مشكلة، ولا أدري إن كان تفكيري صحيحًا، ألا وهي عدم الشعور بالإنجاز تجاه أي شيء أقوم به، بمعنى أنني كلما انتهيت من شيء وانتقلت إلى غيره، قلت: لا هذا ليس كافيًا، وبإمكاني إنجاز أكثر من ذلك، مع أنني في أول الطريق كنت أرجو أن أصل للمرحلة التي أنا عليها حاليًا، ولكن نقطة الإشكال هي عندما أصل فإنني لا أشعر أني أنجزت شيئًا، وأريد دائمًا نتائج أفضل.
ودائمًا ما أقارن نفسي بالعلماء قديمًا، وكيف كانت حياتهم في طلب العلم، وما أنا عليه حاليًا، فكيف أتعامل مع هذه الأفكار؟
جزاكم الله خير الجزاء، وتقبل الله منكم هذا العمل الطيب.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أود أن أبارك لكِ شغفك بطلب العلم الشرعي، وهذه نعمة عظيمة وميزة يجب أن تحمدي الله عليها.
فيما يتعلق بالمنهجية في طلب العلم، إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك:
1. اجعلي النية في طلب العلم لله تعالى؛ لأن الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى.
2. تأكدي من أن لديكِ فهماً ثابتاً لأساسيات الدين مثل: العقيدة والفقه والسيرة، ولا بد من البدء بصغار العلم قبل كباره.
3. رتبي وقتك بحيث تخصصين أوقاتاً منتظمة للدراسة والمراجعة.
4. البحث عن علماء أو شيوخ أصحاب معرفة وتقوى يمكنهم أن يقودوكِ في رحلتك العلمية، فالشيوخ -وهم أهل الاختصاص في العلوم الدينية- بمثابة مفاتيح لمعرفة العلوم الدينية.
5. ابدئي بالمتون الأساسية في كل علم، وتدرجي إلى أن تصلي إلى المستويات الأعلى.
6. عليك بالقراءة الموسعة والمتأنية، وتأكدي من قراءة كتب ومراجع متنوعة لكل مسألة تدرسينها.
7. حاولي تطبيق ما تعلمتيه في حياتك اليومية ومناقشته مع الآخرين، فالعلم يثبت بالعمل.
8. التفاعل مع طلاب العلم الآخرين يعزز من فهمك ويوسع من مداركك.
9. طلب العلم رحلة طويلة تحتاج إلى صبر واستمرار.
بالنسبة للشعور بعدم الإنجاز، هذه نقطة مهمة تشغل بال الكثيرين وتحتاج إلى تدبر:
- فهم أن كل خطوة صغيرة في طريق العلم هي إنجاز بحد ذاته، ولا تنظري لنهاية الطريق قبل المشي في الطريق نفسه.
- وضع أهداف قصيرة وطويلة المدى يمكن قياسها، والشعور بالإنجاز عند تحقيقها.
- تعلمي الاحتفاء بكل ما تنجزينه، مهما كان صغيراً.
- كل شخص له ظروفه الخاصة، فلا تقارني نفسك بالآخرين، بل قارني بين ما كنتِ عليه، وما أصبحتِ عليه الآن.
- عليك بالتفكر في نعم الله، والدعاء أن يبارك لكِ في علمك وعملك، ﴿ٱلَّذِینَ یَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِیَـٰمࣰا وَقُعُودࣰا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَیَتَفَكَّرُونَ فِی خَلۡقِ ٱلسَّمَـٰوَ اتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَـٰذَا بَـٰطِلࣰا سُبۡحَـٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾ [آل عمران ١٩١].
تذكري دائمًا أن العلماء الكبار بدأوا من القاعدة، وتدرجوا في طلب العلم، وكان لديهم نفس الشعور الذي تمرين به الآن، وهذا جزء من طلب العلم، كوني على ثقة بأنكِ تسيرين في الطريق الصحيح، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
أسأل الله أن يبارك في علمك، وأن ينفع بكِ الإسلام والمسلمين.