محتار بين دراسة التخصص الذي أرغبه ومعارضة والدي لي!
2023-11-08 00:18:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أريد أن أستشيركم عن وضعي مع أبي الذي لا يريدني أن أتبع تخصصي.
أنا نجحت في الباكالوريا العام الماضي، وانتقلت إلى الجامعة هذه السنة، وأردت أن أتبع التخصص الذي كنت أريده منذ صغري، فتكلمت مع أبي عن رغبتي في التخصص، فوافق، ولكن عندما استشار إخوته عارضوه، وقالوا له: لن ينجح، وستضيع المصاريف الدراسية، وعندما سمع أبي رأيهم، انقلب عليّ وعارضني، وقال: لن تفعل شيئاّ في ذلك التخصص، ولن تنجح!
لذلك أستشيركم، ماذا أفعل مع أبي، هل أطيعه، أم أفعل ما أريد؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تواجه موقفًا صعبًا يتعلق باختيار مسارك الأكاديمي والمهني، والذي يتطلب التوفيق بين رغباتك الشخصية وآراء والدك.
إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في التعامل مع هذا الموقف:
1. استمع لوجهة نظر والدك، وحاول أن تفهم الأسباب التي تجعل والدك يعارض التخصص الذي تريده، هل هي مخاوف مالية، أو مخاوف من عدم توافر فرص العمل في هذا التخصص؟
2. قم بإجراء بحث معمق حول التخصص الذي ترغب فيه، بما في ذلك فرص العمل المستقبلية، متوسط الرواتب، وأمثلة لأشخاص نجحوا في هذا المجال.
3. أعد خطةً مفصلةً حول كيفية نيتك للتعامل مع التحديات المحتملة في مسيرتك التعليمية والمهنية، وكيف يمكنك التقليل من المخاطر المالية.
4. ابحث عن وقت مناسب للنقاش مع والدك بهدوء، وعرض ما وجدته من معلومات، واستمع إلى نصائحه ومخاوفه.
5. يمكنك أيضاً البحث عن دعم من شخصيات تثق بها ويثق بها والدك، مثل أحد أقاربك المقربين أو معلميك أو أصدقاء العائلة.
6. افتح المجال للتسوية، ربما يوجد تخصصٌ آخر يمكن أن يلبي شغفك، وفي نفس الوقت يطمئن والدك.
7. في النهاية، قد تحتاج إلى اتخاذ قرار صعب يتعلق بمتابعة التخصص رغم معارضة والدك أو التنازل مؤقتًا لاحترام رغبته، في كلتا الحالتين، يجب أن يكون القرار محسوباً ومدروساً بعنايةٍ.
8. يجب التفريق بين مخالفة رأي الوالد في اختيار التخصص، وبين طريقة التعاطي معه والحوار حول هذا الأمر، والذي ينبغي أن يتسم بالاحترام والهدوء، وتعظيم الوالد، وهذا حقه عليك كوالد، أن تحترم طريقة التعاطي معه، وأسلوب الحوار، بغض النظر عن الموافقة والمخالفة لما ترى أنه في مصلحتك.
﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِیَّاهُ وَبِٱلۡوَ الِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنًاۚ إِمَّا یَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَاۤ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَاۤ أُفࣲّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلࣰا كَرِیمࣰا﴾ [الإسراء ٢٣].
تذكر أن قرارك يجب أن يكون مبنياً على ما ترى أنه مناسب لمستقبلك وأحلامك، وفي الوقت نفسه يجب أن يأخذ في الاعتبار حكمة وخبرة والدك ورغباته لك، القرار الأخير يجب أن يكون متوازنًا بين ما تؤمن به وبين ما يعتقد والدك أنه الأفضل لك.
والله الموفق.