إرشادات في الأخذ بين اليتيمة العنيدة التاركة للصلاة
2006-05-15 13:09:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا أربي بنتاً يتيمة عمرها 16 سنة، وهي عنيدة، لا تريد أن تصلي، ودائماً غضبانة، أتمنى لو تصلي وتتوب إلى الله؛ ليطمئن قلبي من ناحيتها، فماذا أفعل؟ إني لا أمنعها من حقها، وهي في مستوى السادس الابتدائي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Kabassi ijjou حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبشرى لك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بالسبابة والتي تليها)، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء.
وأرجو أن تواصلي نصحها وإرشادها، ولا تيأسي، واجتهدي في الدعاء لها بالصلاح والهداية، وحاولي إبعادها عن المؤثرات السالبة، مثل الأفلام الهابطة والصديقات الغافلات، واختاري لنصحها وتوجيهها أفضل الأوقات، واعترفي لها بما فيها من الإيجابيات، وذكريها بنعم الله العظيمات، وخوفيها من عواقب الغفلات.
ولا يخفي عليك أن هذه الفتاة تمر بمرحلة عمرية تحتاج فيها لنوع معين من المعاملة، تحتاج فيه لزيادة جرعة الحوار، ومنحها مقداراً من الثقة المشوبة بالحذر، ومنحها جرعات من العطف والاهتمام، ومشاورتها على الأقل في الأمور الخاصة بها، وتشجيعها على مصادقة الصالحات دون فرض الصديقات عليها، ومحاولة الدخول إلى قلبها ومعرفة الأشياء التي تضايقها، واتخاذها صديقة، واختيار الأسلوب المناسب لنصحها.
وأرجو أن تقدمي رضى الله على رضاها، وطاعة الله على هواك وهواها.
ويؤسفنا أن نقول: إن الأيتام يتلقون أحياناً جرعات زائدة من الدلال، وفي ذلك ضرر بالغ لهم، كما أرجو أن تخاطبي عقلها وليس عاطفتها، فغداً سوف تصبح ربة بيت لها زوج وأولاد ومسئوليات ومهام، ولن تفلح في حياتها إذا لم تواظب على صلاتها وتتوجه إلى ربها.
ولا شك أن العلاقة وثيقة بين توترها وعصبيتها وبين تركها للصلاة التي هي مصدر الطمأنينة والراحة لأهل الإسلام، فهي ذكر وخضوع، وركوع وسجود، وتلاوة وإنابة، وكان الصحابة إذا حزبهم واشتد عليهم أمر فزعوا إلى الصلاة، فكانوا يجدون فيها راحتهم وطمأنينتهم، يتأولون قول الله: (( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ .. ))[البقرة:45]، وقد قال الله لنبيه: (( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ))[الحجر:97]، فما هو العلاج؟ (( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ))[الحجر:98].