خاطبي فسخ الخطبة لأنه أراد منعي من استخدام الانترنت
2023-11-15 08:36:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
خطيبي كان على خلقٍ ودينٍ وأنا كذلك -الحمد لله-، اتفقنا أن لا أعمل بعد الزواج، ولكنه يريد أن يمنعني من استخدام الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وقد قلت له: بأنني أستفيد منها في قضاء وقت فراغي، وأدرس العلم الشرعي وغيره، ولكنه لا يرى إلا أن المرأة تطيع زوجها، وهو أدرى بما ينفعها.
قام بفسخ الخطبة، وأنا حزينةٌ جداً عليه، ونادمةٌ، فماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
اعلمي أختي -وفقك الله-: أن الزواج بتقدير الله تعالى واختياره، وعلى المسلم أن يرضى بما قسمه الله له، ويحرص على إلزام نفسه الرضا والتقوى على أي حال.
واعلمي -أختي الفاضلة-: أن فترة الخطبة هي فترة مهمة لفهم شخصية كل طرف، وهل يمكن الدخول في مشروع الزواج أم لا؟ لذلك ينبغي أن يكون كل طرف حريصاً خلال هذه الفترة على قياس مدى التوافق والانسجام والتفاهم مع الطرف الآخر، حتى يستقر هذا الزواج بعد ذلك، المواقف والأحداث أثناء الخِطبة تعطيك مؤشراً لشخصية الطرف الآخر، ومدى تعامله الراقي والواعي في لحظات الاختلاف والأزمات.
فرغم أن مطالب خاطبك صحيحة، إلا أنه مبالغٌ في ردة فعله، فكون هذا الرجل كما وصفت -ذا خلق ودين- كان عليه التأني والحوار قبل اتخاذ القرار بفسخ الخطبة، فلا بد من إعطاء الاختلافات قدرها الطبيعي في علاقة كبيرة مثل الزواج، ومع ذلك فإن غالبية الظن أن هدفه من هذا المنع هو المصلحة والخير لكما، وترك الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لا تشكل أي مشكلة في بناء الحياة الزوجية، حتى وإن كان فيها بعض خير وفائدة، مقارنة بفائدة طاعة الزوج وحفظ البيت والاستقرار فيه؛ لذلك كان الأجدر بك أن توافقي، ويمكن بعد ذلك أن تحاوري زوجك عن الفوائد الممكن تحصيلها وفق الضوابط الشرعية.
لذلك ننصحك إن كنت على ثقة من شخصية هذا الخاطب وردود فعله أثناء الخطبة، وثقتك بخلقه ودينه وما ينقله الناس عن مخالطته وتعامله وأخلاقه، فلا بأس أن تبحثي عمن يُصلح بينكما ممن تثقين بهم، ويوضح له موافقتك لشروطه ليعود إلى خطبتك مرة أخرى، أو يمكن مناقشة الأقارب من كلا الطرفين لهذه الخطبة وإبداء الرغبة في العودة إليها من جديد.
فإن أبى ذلك الخاطب رغم قبولك بشروطه، فثقي أن الله يختار لك الخير، وأنت صاحبة خلق ودين، لا بد من أن يكون قلبك ممتلئاً بالثقة بالله تعالى، وأن ما يختاره الله لك خير، فلعل الله أن يجمع بينك وبين غيره على خير ودين.
أخيراً -أختي الفاضلة-: استعيني بالله تعالى، وأكثري من الاستخارة والدعاء "إن كان في هذا الخاطب الخير أن يرجعه الله إليك أو يصرفه عنك"، وانشغلي بالطاعات وطلب العلم النافع، وكل ما ينفعك في أمر دينك وديناك.
أسأل الله أن ييسر أمرك، ويختار لك الخير أينما كان.