أود الارتباط وأخاف مشاكل الزواج ومسؤولياته!
2023-11-20 00:03:51 | إسلام ويب
السؤال:
تخرجت منذ سنة تقريبًا، ولم أشتغل بوظيفة، فقط عملت بعض الأعمال الجانبية كمعلمة أو (كاشير)، مستصعبة جدًا موضوع العمل بشكل دائم، والزواج، فعمري 23 سنة؛ وأغلب من حولي يقولون إن هذا العمر الأنسب للزواج، رغم أن والديّ ليس لديهم أي اعتراض على قراراتي، سواء الارتباط، أو حتى التعرف على أشخاص، ولو صداقات، لكنه أمر صعب جدًا بالنسبة لي.
مررت بظروف جعلتني أستصعب الموضوع، فهو يحتاج إلى جهد ووقت كبير، وسعة خاطر، وأحس أنه ليس عندي كل هذا، رغم أنني أعاني من وحدتي الشديدة، حيث إني في بعض الأحيان أتمنى أن يكون لدي أشخاص مميزون في حياتي، أشاركهم يومياتي، وهم كذلك، لكنني خائفة من الزواج والارتباط، أحس كأنه يربط حريتي، ففي مجتمعنا المرأة بعد الزواج تنقطع عن العالم، عكس الرجل الذي يُبقي علاقاته كما هي، وطلعاته وأسفاره.
طموحاتي كبيرة، أود السفر لوحدي ولو مرة، وأن أحصل على منحة، وأدرس في الخارج، وأود أن أعمل بمنصب، وفي شركة معروفة، ومع أجانب، وأود أن تكون لي أموالي الخاصة؛ لذا أنا متخوفة؛ صار في مجتمعنا الطلاق بكثرة، وكل اللاتي يتزوجن يأتين فيقلن: "لا تتزوجي، والله ستندمين" أنا خائفة من مشاكل الزوجية، وأهل الزوج، والمسؤوليات المترتبة، أود أن أربط الأمر بمنظور ديني حتى لا أفكر كثيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ykmou حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:
لقد أرحتنا -أختنا الكريمة- بآخر جملة ذكرتها حين قلت: (أود ربط الأمر بمنظور ديني حتى لا أفكر كثيرًا)، وهذا هو العقل -أختنا الفاضلة- فما استراح عبد ترك الدين وعمر الدنيا، ولا تعب عبد ربح دينه، وإن خسر بعض متع دنياه.
أختنا الكريمة: الزواج نعمة من الله تعالى على العبد، لا تقارن بها نعمة أخرى، والمرأة تحتاج للزوج لأنها فطرة الله، كما أن الرجل بحاجة لزوجة تعفه وتحفظه، لكن لأنا نعيش في الدنيا؛ ولأن النعيم فيها مرتبط ببعض المنغصات؛ ولأنها دار اتبلاء وكدر، وامتحان ونصب، يذكر الناس بعض السلبيات ويضخمونها أكثر مما ينبغي، في حين أنهم لا يذكرون أو لا يتذكرون نعيم الله عليهم بالزواج.
دعينا نضرب لك مثلاً يوضح الصورة: لو قال لك أحدهم: لقد فقدت مالي وضاع هاتفي وكسرت دراجتي! سيكون جوابك: هذا اليوم كان سيئًا جدًا، فلو علمت أن سيارة كانت ستصدم به، وكان الموت محققًا، لكن الله أنقذه بذلك لاختلف الحكم هنا مباشرة!
هذا ما يحدث مع بعض أخواتنا: تقول لك: الزواج ومشاكله وأهل الزوج وتحكماته، ثم تنسى أن الله رزقها معه الاستقرار، ورزقها منه الأولاد، وعفها عن الحرام، كل هذا يُنسى -أختنا- ويبدأ الحديث عن المشاكل التي هي طبيعة الحياة، والتي لا يخلو منها أحد، وهذا عدم إنصاف.
ثم هذه التي تشتكي لو هددها الزوج بالطلاق لبكت! لماذا؟ لأن البقاء معه أفضل بلا شك، لكنها تنسى، ثم لو قدر عليها الطلاق لتمنت الرجوع، نقول لك: لا تسمعي ما يقال لك عن الزواج خاصة من النساء، الزواج فيه الحسن والقبح، وفيه الإيجابيات والسلبيات، وفيه الخير والشر، لكن حسنه أكثر، وإيجابياته أتم، وخيره أعم، خاصة إذا كان الاختيار وفق معايير الشريعة، بأن اخترت صاحب الخلق والدين.
إننا ننصحك -أختنا- بالتواصل مع الأخوات الصالحات، خاصة الأخوات في التحفيظ وحلقات القرآن، فإن لهن دراية ومعرفة بمن يريد الزواج، فإذا تقدم أحدهم، فاجعلي أول سؤالك عن تدينه وأخلاقه، ثم لا يعيبك البحث بعد ذلك عما يرغبك في الارتباط به، المهم أن يكون الدين والخلق هما الأساس.
أختنا الفاضلة: إننا مع من قال لك: إن السن اليوم مناسب للزواج، ولا نود منك التأخر عن ذلك، متى ما طرق الباب طارق صالح متدين، ذو خلق.
وأخيرًا: الدراسة في الخارج والسفر وحدك أمر لا يحل شرعًا، ولا يجوز، لقوله -ﷺ-: (لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم)، فلا تضعي هذه الأمور المحرمة هدفًا لك؛ لأنه هدف زائل متى ما حصلت عليه رأيته على حقيقته، فلا تغتري -أختنا- بمن ينادي بالحرية وهو لئيم الطبع، هش الدين، قليل المروءة، أعمى البصيرة.
نسأل الله أن يعينك، وأن يثبتك على الحق، وأن يرزقك الزوج الصالح، إنه جواد كريم، والله الموفق.