توجيه لمن أحب فتاة تصغره بخمسة عشر عاماً
2006-05-16 13:11:10 | إسلام ويب
السؤال:
دكتور أحمد! سبق وأن استشرتك بهذا الموضوع عن صديقتي التي أعجب بها مدرس في الجامعة، ولكني أوضح بأن هذا المدرس لا ينفك يراقب أماكن جلوسها وتواجدها، ويمر من مناطق تواجدها، فهي بالفعل قد كبرت بعينه، خصوصاً عندما ابتعدت عن مكان وجوده، هو بالفعل يريد خطبتها، فهو متعلق بها، يراقبها بين الفينة والأخرى، لكن حسب توقعي هو لا يستطيع خطبتها لفارق العمر، فهو في الخامسة والثلاثين، وصديقتي في التاسعة عشرة، وأتوقع أنه يفكر بأن أهلها سيرفضونه لكبره، ولكنه متعلق بها لأبعد الحدود، حتى هي كذلك صار مهماً لديها بالدرجة الأولى، ولا أخفي عليك إذ أن مستواها الدراسي تدنى بسبب هذا الأمر.
أرشدنا جزاك الله كل الخير يا دكتور أحمد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ن.ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن الخير في أن يتقدم هذا الرجل إلى أهلها ويأتي البيوت من أبوابها، وإذا كانت هي مرتاحة إليه، وكلاهما من أهل الخير والدين، فلابد من وضع الأمور في موضعها الشرعي، أو إيقاف ما يحصل حتى لا يتضرر أحد من الطرفين، وقد ظهرت آثار ذلك على مستوى الفتاة، وأخطر من ذلك أن يصل الأثر إلى القلوب، فتكون الحسرات والآهات، ولن يسعد الناس إلا إذا قدموا محبة الله، وجعلوا محابهم الأخرى موافقة لشرع الله.
وإذا كان الرجل يكبر الفتاة بسنوات فلا عبرة بذلك، وإذا وجد الوفاق والقبول وما أكثر الزيجات الناجحة مع فارق العمر، وقد كانت خديجة رضي الله عنها أكبر من رسولنا صلى الله عليه وسلم في عمرها، وتزوج الفاروق من أم كلثوم بنت علي رضي الله عنه وكان الفرق بينهما نحواً من خمسين سنة، وعطاء الرجل أطول من قدرة المرأة على الإنجاب.
وأرجو أن تلاحظ الفتاة وأهلها المكانة الاجتماعية للأستاذ الجامعي، فإن فرق العمر يغطى بالمؤهل العلمي وبالدين والأدب قبل ذلك، ونحن نتمنى أن تجدوا من يوصل الرسالة إليه وأن لا تظهر الفتاة لأهلها ما يحصل، وأن تجتهد في صيانة نفسها وتحكم حجابها وسترها، وتشتغل بدراستها وتحصيلها وبعبادتها وذكرها، وحبذا لو جهز كل طرف نفسه لكل الاحتمالات، فقد لا يتحقق الجمع بينهما، وليس هذا نهاية المطاف، فإن الخير في ما يقدره الله، ولن تحدث في كون الله إلا ما أراده الله، والسعيد في الناس من يرضى بقسمة الله، ولا يخفى عليك أن الله كرم المرأة حين جعلها مطلوبة عزيزة، لا طالبة ذليلة، وتكبر الفتاة في عين خطيبها وعند أهلها حين تطلب من الراغبين فيها الذهاب إلى أوليائها الذين هم أحرص الناس على مصالحها، ولا بأس بعد ذلك أن تعبر عن مشاعرها ورأيها لأقرب الناس إليها، مثل الأم أو الخالة أو العمة، وشريعة الله جعلت هذا الأمر بيد الفتاة وموافقتها.
ونسأل الله أن يرد أمتنا إلى صوابها، حتى تباعد بين الرجال والنساء، فنحن ندفع ثمن وجود النساء مع الرجال مع كل صباح تخالف فيه شريعة الكريم الفتاح، وقد انتبه لخطورة هذه المسألة العقلاء من الكفار، ولست أدري متى تستيقظ أمتنا لتتمسك بدينها لتنال الفلاح.
وبالله التوفيق والسداد.