ضعف الشخصية يؤثر على حياتي فكيف أتخلص منه؟
2023-11-29 23:20:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا رجل تخرجت من الجامعة -ولله الحمد-، ولكن قصر قامتي يشعرني بالنقص، وأضف إلى ذلك أن والدي -يرحمه الله- لم يعلمنا من أسباب ومقومات الرجولة أي شيء، فأغلب ما تعلمته من ذاتي ومن أقاربي إلا أنه ينقصني الكثير مثلاً: عدم قدرتي على قيادة السيارة، والخوف من السواقة، ومن السباحة والرماية، والسفر البري بالمرتفعات، والخوف من المواجهة كل ذلك أعطاني انطباعاً بأنني ضعيف في الشخصية وفي مقومات الرجولة فأشعر بالنقص عن البقية، مما يجعل ثقتي بنفسي ضعيفة جدًا.
وبسبب فقري لا أستطيع تعويض النقص الذي أشعر به، فكيف أقوي من شخصيتي وأواجه الحياة؟ فأنا أشعر بالخوف والقلق المستمر من أي موقف.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولاً: أود أن أعرب عن تقديري لصراحتك وشجاعتك في التعبير عن مشاعرك ومخاوفك، من المهم جداً أن تدرك أن الرجولة لا تقاس بالطول، أو القدرة على القيادة، أو السباحة، أو أي من هذه المهارات التي ذكرتها، الرجولة مفهوم أوسع وأعمق يتعلق بالشخصية، والمبادئ والأخلاق.
إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في بناء الثقة بنفسك، وتقوية شخصيتك:
1. أول خطوة في بناء الثقة بالنفس هي تقبل نفسك كما أنت، بما في ذلك قامتك، كل شخص لديه نقاط قوة وضعف، وتعلم كيف تتقبل هذه الحقيقة، هذا يمكن أن يساعدك على التركيز على نقاط قوتك. خذ هذا المثال: عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه كان يجتني سواكاً من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مم تضحكون؟)، قالوا: يا نبي الله من دقة ساقيه، فقال: (والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أُحُد) رواه أحمد.
وفي رواية أخرى: "فنظر أصحابه إلى حموشة ساقيه فضحكوا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما يُضحككم؟ لَرِجْلُ عبد الله في الميزان أثقل من أُحُد) رواه الطبراني.
2. يمكنك العمل على تطوير المهارات التي تشعر أنها تنقصك، على سبيل المثال: يمكنك أخذ دروس في القيادة، أو السباحة ببطء وبخطوات صغيرة، فقط تحتاج أن تتخذ الخطوة الأولى، وستكتشف أن الأمور أسهل مما كنت تظن.
3. اعترف بإنجازاتك وذكّر نفسك بها، أنت خريج جامعي وهذا إنجاز كبير بحد ذاته.
4. التحدث مع مستشار أو صديق مقرب يمكن أن يساعدك في التغلب على مشاعر النقص، وبناء الثقة بالنفس.
5. المقارنة مع الآخرين يمكن أن تؤدي إلى مشاعر سلبية، ركز على نفسك وعلى تحسين حياتك وفقاً لمعاييرك الخاصة.
6. الاهتمام بصحتك الجسدية والنفسية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الثقة بالنفس، وممارسة الرياضة، وتناول الطعام الصحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يساعد في تحسين مزاجك ونظرتك لنفسك.
7. وضع أهداف قابلة للتحقيق والعمل على تحقيقها يمكن أن يعزز شعورك بالكفاءة والإنجاز.
تذكر دائماً أن الرجولة لا تقتصر على مجموعة معينة من المهارات أو السمات الجسدية، بل هي مزيج من الأخلاق والقيم، والمسؤولية والثقة بالنفس، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس الشديد بِالصُّرَعَةِ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) رواه البخاري. والصٌّرَعة: هو الذي يغلب الناس بقوته. فميزان القوة الحقيقية ليس بالقوة الجسدية، وإنما بالقوة النفسية.
يسر الله أمرك.