خطبني رجل ورفضته وأخشى أن لا يخطبني آخر!
2024-01-08 22:45:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
خطبني شاب وهو بعمر ٣٧ سنة، أكبر مني ب ١٤سنة، وكان مناسباً، وأهلي كانوا موافقين، وأنا لم أكن موافقةً بسبب العمر، وأنا لمحت له قبل أن يخطب، لكن لأجل أهلي فكرت بالموضوع، واستخرت ورفضت.
بعد ذلك أنبني ضميري، ودعوت بأن يرجع لو كان فيه خير، وفتحت بالقرآن -قَدَراً- على آية (استجيبت دعوتكما) وأخبرت أهلي وتواصلوا معه، لكني رجعت، وأحسست بخوف وتوتر، ورفضت أن أستقبله، وأهلي أنبوني جداً، وحزنوا علي كونه كان فرصة.
أنا خائفة بالمستقبل ألا يجيء أحد طيب، فهل أنا أخطأت وظلمت نفسي كوني دعوت ورجع، وكان ربي هداني للخير وما اهتديت؟ هل أكون بطرت على النعمة وما استغللت الفرصة؟
أرجو الدعاء لي بهدوء البال، والحياة الطيبة بالدنيا والفوز بالآخرة.
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبعد:
الزواج -أختنا- قدر مقسوم، ورزق مكتوب، والإنسان لا يستشرف الغيب، ولا يمكنه الاطلاع عليه، لكن الإسلام أوضح لنا عدة دلائل بها نستطيع أن نتخذ القرار المناسب، قال صلى الله عليه وسلم (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) وهذا يؤكد على أن الدين أساس الزواج الأول، والخلق شقه الآخر، ودائماً ما نقول قبل الموافقة على الزوج سلوا الناس عن تدين الشاب وأخلاقه، فإن هذا هو أساس الزواج وقاعدته الصلبة.
ثانياً: إذا كان الشاب لا تنكرون عليه ديناً ولا خلقاً، وليس فيه عيب منفر منه يمنعك المعاشرة بالمعروف معه، فإننا ننصحك بما يلي:
1- ترك الصورة النمطية التي في رأسك أو في مخيلتك عن زوج الغد، لأن الخيال الذي يصحب الفتيات غالباً ما يعوق الزواج، وكلما جاء خاطب قَارَنَّ بينه وبين من في مخيلتهن، فيرفضنه، ثم يمر قطار العمر ليكتشفن بعد فوات الوقت أنهن كن مخطئات، بل ويبدأن بالبحث عن رجال بأوصاف دون ما رفضنه بكثير، لذا أول ما ندعوك إليه هو ترك تلك الصورة النمطية.
2- التأكد عن طريق أهلك من دين الرجل وأخلاقه، وسؤال من عايشه وعرفه وخبره حتى يطمئن قلبك.
3- الاستخارة بعد ذلك، ثقي أنها لن تجلب لك إلا الخير، ولا يشترط لصحة الاستخارة رؤيا أو حلم أو راحة نفسية، بل فائدة الاستخارة أن الله إذا قضى هذا الأمر فهو خير، وإذا حيل بينك وبينه فهو الخير.
4- الرضا بما قدر الله وقضاه، فإن كان الشاب زوجك -فالحمد لله والشكر له- وإن انصرف -فالحمد لله والشكر له- ويقينك أن قضاء الله هو الخير لا محالة.
لم تخطئي حين دعوت الله إن كان فيه خير أن يرده، بل هذا هو المطلوب من الأخت المسلمة التي تعلم معنى الدعاء ومدى تأثيره.
نسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح البر التقي النقي، وأن يسعدك في الدارين، والله الموفق.