أخاف أن يحبط عملي الصالح بذنوب الخلوات، فماذا أفعل؟
2023-12-12 01:11:17 | إسلام ويب
السؤال:
تبت إلى الله مراراً من الاستمناء، ونجحت في الإقلاع عنها فترةً، تكالب عليّ الذنب مرةً أخرى، وتحكمت فيه بالمحافظة على الصلاة والقرآن، ولكن في أيام الحيض تزل قدمي مرةً أخرى، حتى كدت أن أكره تلك الفترة، دائماً ما أدعو الله أن يغفر لي، وأن لا أداوم عليها، ينتابني الحزن والندم، وأعود وأجدد التوبة، ولكني خائفة من أن لا تقبل توبتي، يوسوس لي الشيطان أن كل عملي الصالح قد زال، وأن الله ختم على قلبي بهذا الذنب، لكني لا أصر عليه، أبحث دائماً عن الحلول، وأعقد العزم على ألا أعود، ولكني أفشل!
فماذا أفعل؟ أخاف من عقوبة عملي، وأخاف أن يكون عملي الصالح قد محي بسبب ذنوب الخلوات!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
أختي الفاضلة: الندم على فعل المعصية أساس لتحقيق أحد أركان التوبة الثلاثة، لكنه غير كاف للتوبة النصوح؛ فمن حقق شروط التوبة الثلاثة تاب الله عليه ومحا ذنبه، وعليك بالاجتهاد في إلزام نفسك بصدق وتجرد لله، وعدم العودة إلى الذنب، وأن تبذلي كل الوسع والطاقة في عدم العودة إليه، فإن فعلت ذلك مُحي الذنب وغفره الله تعالى، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).
أختي الفاضلة: من تكرر وقوعه في الذنب لا بد له أن يبحث في أسباب هذا التكرار، ويحاسب نفسه من أين يدخل عليه الشيطان؛ فالشيطان يلجأ إلى أضعف المداخل لقلب الإنسان فيأتيه منها، فعليك -أختي الفاضلة- أن تبحثي في نفسك، فجانب الشهوات هو الجانب الذي يضعف منه أي شاب أعزب؛ لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء) فدلنا رسول الله أن الزواج هو الحل لمثل هذه الذنوب، فمن عجز عن الزواج فليبادر إلى الصوم؛ لأن الصوم يُضيّق على النفس مداخل الشيطان؛ لذلك -أختي- نقدم لك مجموعة من النصائح ونسأل الله أن يوفقك للعمل بها:
أولاً: عليك بتجديد التوبة والاستغفار في كل وقت، مع الحرص على تحقيق أركانها، من الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم الرجوع إليها، مع ضراعة القلب بالدعاء أن يتقبل منك.
ثانياً: عليك بغض البصر عن كل ما يثير الشهوة أو يقربها إليك، مثل المسلسلات والأفلام، ومواقع التواصل الاجتماعي؛ فإطلاق البصر في الحرام يفتح أمام القلب الرغبة في الشهوات، كذلك الابتعاد عن صديقات السوء ممن يكثر حديثهن عن العلاقات ونحوه، فكل هذا مما يضعف النفس أمام هذه العادة.
ثالثاً: أشغلي وقتك بكل مفيد ونافع، كتلاوة القرآن أو طلب العلم أو تنمية المهارات الشخصية أو القراءة ونحو ذلك، ولا تتركي لعقلك الفرصة أن يسترسل في التفكير في هذه العادة أو ما يُقرِّب إليها.
رابعاً: بادري إلى معرفة أضرار هذه العادة على نفسك وعقلك، وذلك بتثقيف نفسك، والاطلاع على أضرارها النفسية والجسدية، فهذا يخلق حاجزاً من الخوف يساعد على تركها.
خامساً: تجنبي الإفراط في الأكل، والإكثار من الخلوة دون أي فائدة؛ فالنفس إن لم تشغليها بالطاعة شغلتك بالمعصية، وهذا كفيل أن يدفع عنك التفكير في هذه العادة.
أخيراً: -أختي الفاضلة- اجعلي علاقتك بالله قويةً، واعلمي أن الله رحيمٌ كريمٌ يفرح بتوبة عبده، ويعينه على التوبة إن صدق في قصدها، ويُبدّل السيئات حسنات لمن تاب وآمن وبادر إلى عمل الصالحات، فلا تدعي الشيطان يقذف في قلبك اليأس أو القنوط من رحمة الله تعالى؛ فالله يقبل التوبة من عباده.
واعلمي -أختي الفاضلة- أن العقوبة على الذنب لا تكون مع ملازمة التوبة والندم والاستغفار، قال تعالى: (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)، فإن زلّت نفسك بعد كل هذا الجهد، فلا تقنطي من رحمة الله، وبادري إلى التوبة والاستغفار والصدقة في كل وقت، وننصحك بالدعاء ومداومة الاستغفار وذكر الله تعالى؛ فهذا مما يقوي القلب لمواجهة الشهوات.
أسأل الله أن يوفقك للخير ويتوب عليك، ويذهب عنك هذه العادة.