يرغب بالزواج إلا أن أمه تعارض وتفتعل المشاكل
2006-05-18 10:25:18 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم.
بارك الله لكم على جهودكم وأرجو الإفادة.
مشكلتي أن ابن عمي كان يريدني تقريباً منذ أربع سنين ونصف، إلا أن هذه الأيام والدته ترفضني لدرجة أنها تعمل مشاكل مع أختي المتزوجة، أيضاً هي الأخرى معهم، مع العلم أن أعمامي يريدونه لأنه ابن عمي.
أصبحت حائرة! مع العلم كل ما يأتي خطيب لي يقولون له: ابن عمها يريدها، وأيضاً مشكلتي الأخرى مع ابن عمي الذي يريدني يتهمني بالخيانة؛ لأنني أحمل جوالا (هاتف محمول) مع العلم أن والدي يعلمون بأني أحمل جوالا؟
الرجاء الإفادة وبارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة محمد محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن مجرد حمل الهاتف النقال لا يدل على الخيانة، ولكن يؤسفنا أن نقول أن الاستخدام السيئ من البعض لمظاهر التكنولوجيا جعل بعض الناس يعمم الأحكام، ويسيء الظن بالأبرياء من الأنام، والعبرة بحال الإنسان وبطاعته لربه وخوفه منه، وليس لنا من الناس إلا ظواهرهم، أما حقيقتهم فلا يعلمها إلا الله، ولسنا قضاة نحكم على الناس .
وإذا كان أعمامك وابن عمك يرغب فيك، فلا أظن أن هناك ما يمنعه من التقدم لطلب يدك، وأرجو أن يكون في العقلاء من الأهل من يحسم هذا الأمر؛ حتى لا ينصرف عنك الخطاب وأنت في الانتظار، وإذا كان ابن العم صاحب دين وأخلاق فحق لك أن تحرصي عليه، أما إذا كان ضعيف الدين فأسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
ونحن نتمنى أن تظهري لابن عمك ولأهلك ما يثبت لهم أنك لست من النوع الذي يخاف إلا الله في استخدامه للهاتف، ولا أظن أن الناس يصعب عليهم التمييز بين الطيب والخبيث، واحملي كلام ابن عمك على أحسن الوجوه؛ لأنك من عرضه ويهمه أمرك، فلا تضعي نفسك في مواضع التهم، وإذا كان لابن عمك هذا أخوات فاقتربي منهن؛ حتى تتبين لهن حقيقة الأمر، واسألي نفسك هل هناك ضرورة لحمل جهاز الهاتف النقال؟ وهل من الممكن أن تجعلي استخدامك له عند الضرورة؟ وهل بالإمكان الاستغناء عنه ؟ وأرجو أن يسمع الناس من والديك الإشادة بك، ونتمنى أن تكون لهم كلمة في أمر زواجك وانتظارك لابن عمك.
ولا يخفى عليك، فزواجك من ابن عمك يزيد من الترابط الأسري، مع ما فيه من مشاكل، والقريب أرفق بقريبته من البعيد، فتزودي بزاد من التقوى، واصبري على ما يأتيك من الأذى، وراقبي من يعلم الجهر والنجوى، واعلمي أنه سبحانه يجازي كل نفس بما تسعى، فاشغلي نفسك بالخير وتوكلي على من بيده الخير، وثقي بأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، فارفعي إليه أكف الضراعة وتوجهي إليه في ساعة، واحرصي على الإنابة له والطاعة، وأكثري من ذكره فإن ذلك يجلب الطمأنينة والسعادة، واشغلي نفسك بشكره، وأبشري بالزيادة.
وإذا حصل الخير وتزوجت من ابن عمك، فاحترمي غيرته وراعي مشاعره، وكوني في طاعته، فإن ذلك يرضي الله، واعلمي أن والدته في مقام الوالدة، فاصبري عليها واحتملي منها، ولن تندمي على صبرك وإحسانك لها في كل حال.
وفي الختام نوصيك وأنفسنا بتقوى الله عز وجل، فإنه وعد أهلها بتيسير الأمور، فقال سبحانه: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ))[الطلاق:4].
ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر لك ذنبك.