التوتر العصبي .. أسبابه وعلاجه
2006-05-18 09:22:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ماهو التوتر العصبي؟ وما أسبابه؟ وما أعراضه؟ وما طرق علاجه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالتوتر العصبي هو الكلمة الشائعة لما يعرف علمياً بعصاب القلق النفسي، وأسبابه حقيقةً كثيرة، ولكن في بعض الحالات قد لا يوجد أي سبب.
تقسم هذه الأسباب إلى أسباب مرسبة، وأسباب مهيئة، فالأسباب المرسبة هي أن هنالك بعض الناس لديهم الميول في شخصياتهم للقلق والتوتر والعصبية، وهذا نراه ونشاهده كثيراً بين الناس، إذن هنالك نوع من الميول الفطري، وربما تلعب الوراثة دورا فيه، أو تلعب الجينات المختلفة -كمجموعة واحدة- دور في ذلك.
ثم بعد ذلك تأتي شخصية الإنسان نفسها؛ هي أيضاً تعتبر من العوامل المرسبة، فهنالك شخصيات انبساطية وانشراحية، وهنالك شخصيات ظنانية وشكوكية، هنالك شخصيات قصورية، هنالك شخصيات عصبية وانفعالية.. وهكذا.
أما الأسباب المهيئة فهي الظروف الحياتية، الغير مواتية، كالصعوبات الأسرية، الصعوبات في محيط العمل، المضايقات، الوضع الاقتصادي، ونعتقد أن عدم القناعات الذاتية الداخلية تؤدي أيضاً إلى القلق، ولا شك أن الغفلة عن ذكر الله يؤدي أيضاً إلى القلق؛ لأنه (( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))[الرعد:28]، نحن لا نريد أن نتهم أحداً بقلة في إيمانه أو ضعف في شخصيته، ولكن هذا نراه ونشاهده كثيراً.
هذه هي الأسباب، نقول إذن: إذا كان الشخص لديه الاستعداد وتهيأت الظروف التي تؤدي إلى القلق، فسوف يحدث القلق.
هنالك أسباب عضوية يجب ألا ننساها؛ على سبيل المثال: زيادة إفراز الغدة الدراقية يؤدي إلى الشعور بالقلق والتوتر، هذا أيضاً من الأمور المعروفة المعلومة.
أعراض القلق كثيرة، وهي تقسم عدة تقسيمات، في أبسط صورها تقسم إلى أعراض نفسية وتتمثل في التوتر، القلق، الشعور بأن الإنسان في تسابق مع الزمن، تطاير الأفكار وتشتتها، عدم القدرة على التركيز، الهمّ لأبسط الأشياء، عدم تحمل الضوضاء والانزعاج، عدم كون الإنسان مستمعاً جيداً، هذه كلها أعراض من أعراض القلق.
وهنالك أعراض عضوية، كالشعور بالانقباض في الصدر، أو بعض الآلام الجسدية خاصة في الرأس، أو في القولون، أو في أسفل الظهر، وهنالك اضطرابات النوم أيضاً من أعراض القلق، وكذلك ضعف الشهية للطعام في بعض الحالات.
ويضيف بعض العلماء أن هنالك أعراضاً اجتماعية للقلق؛ حيث إن الإنسان تكثر مشاكله وانفعالاته مع الآخرين، ولا يكون فعّالاً في محيط عمله أو أسرته؛ هذه أيضاً تعتبر علة اجتماعية رئيسية يضعها البعض مع القلق.
البعض أيضاً يعاني من التعرق، الارتجاف في الأطراف، تسارع ضربات القلب، الذهاب إلى دورة المياه بكثرة؛ هذه كلها تأتي في أنواع من القلق والتوتر العصبي.
طرق العلاج بسيطة:
أولاً: محاولة إزالة الأسباب إن وجدت، إذا كانت هذه الأسباب اجتماعية أو خلافه، ومحاولة أن نضع الإنسان في وضع يتواءم ويتكيف مع بيئته، هذا أمر ضروري، ويتم ذلك عن طريق العلاج النفسي التدعيمي والمساندة والاستبصار.
ثانياً: هنالك تمارين الاسترخاء، وهي فعّالة جدّاً لعلاج القلق، وهذه التمارين توجد عدة كتيبات وأشرطة تشرح كيفية أدائها، كما أن الأخصائيين النفسيين يقومون بالإرشاد في هذا السياق، ومن أفضل طرق الاسترخاء هي الطريقة التي تعرف بطريقة جاكبسون.
ممارسة الرياضة أيضاً من سبل علاج القلق والتوتر العصبي، وكذلك التفريغ والتعبير عن الذات والترويح عن النفس، تساعد في علاج القلق.
وهنالك عدة أدوية تسمى بالمطمئنات النفسية، تساعد إن شاء الله كثيراً في علاج القلق، وحتى أدوية الاكتئاب وجد أنها فعّالة في علاج القلق.
وأنا دائماً أرى -وأنا على قناعة تامة- أن الالتزام الديني والتواصل الصحيح مع الإخوة الأفاضل من المتدينين وأصحاب الأخلاق السامية، يؤدي إلى مزيد من الاستبصار والتدعيم وإزالة القلق؛ حيث إنك إذا وجدت أخاً كريماً تلازمه وتحاوره وتحكي له همومك؛ هذا تفريغ في حد ذاته، وسوف تكون هنالك استجابات إيجابية من هذا الأخ الصديق.
وبالله التوفيق.