زوجتي اقترضت من أمها مالاً دون إذني!
2024-01-18 00:21:17 | إسلام ويب
السؤال:
تركت لزوجتي ما يكفيها من المال لفترة محددة، ففوجئت بأن زوجتي اقترضت من أمها مبلغ 3 آلاف جنيه دون إذني!
هل أنا مطالب بسداد هذا الدين؟ علماً بأنه دون إذني، ومعها ما يكفيها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ آدم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى لك التوفيق، ونودُّ أولًا - أيها الحبيب - أن نذكّرك بأن الإنفاق على الزوجة وقضاء حاجاتها كما أنه واجب شرعيٌ هو أيضًا قُربة وعبادة وطاعة يتقرّب بها الإنسان إلى ربه سبحانه وتعالى، وقد قال الرسول (ﷺ): (أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ)، والمقصود بالعيال مَن يَعُولهم ويلزمه مؤنته؛ كالزوجة والولد ونحو ذلك.
الإنفاق على الزوجة منه ما هو واجب لازم يجب على الزوج أن يؤديه، ولا يجوز له أن يُقصّر فيه، ومنه ما هو مستحبٌّ ويكون من إكرام الزوجة وإحسان معاملتها، وزيادة في حُسن معاشرتها، وهذه كلها أعمالٌ يُثاب عليها الإنسان ولا تضيع، فإن الله لا يُضيع أجر مَن أحسن عملاً.
على هذا الأساس نقول - أيها الحبيب -: إن كنت قد أعطيتَ زوجتك كفايتها من النفقات بما جرت به العادة والعُرف في مجتمعكم في مثل حالك وحالها؛ فما زاد عن ذلك فليس من واجباتك، ولا يجب عليك أن تُؤدِّيها إليها، ولا أن تقضي دينها فيه.
أمَّا إذا كان لا زال في حدود النفقة التي تعارف عليها الناس؛ فإنه من ضمن الواجبات، ويجب عليك أن تُؤدِّيها إليها أو تسدّ الدّين، إذا كانت قد استدانته، وعلى فرض أنه شيء زائد على النفقة المُعتادة المتعارف عليها بين الناس؛ فإنه ينبغي لك أن تُحسن إلى زوجتك وتُكرمها، ما دام ذلك لا يضرُّك ولا يُضيَّقُ عليك، وتحتسب بذلك أجر الإحسان إلى زوجتك وإدخال السرور عليها، فقد سُئل النبي (ﷺ) عن أفضل الأعمال إلى الله، فقال عليه الصلاة والسلام: (سرور تُدخله على مسلم).
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُوفقك لكل خير.