النبضات الهاجرة في القلب تقلق راحتي، فما علاجها؟

2024-02-20 02:51:43 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 21 سنة، ولا أعاني -ولله الحمد- من أي أمراض مزمنة، لكن قبل 3 سنوات عانيت من نبضات قوية في القلب ومخيفة، وكأي شخص عانى من النبضات الهاجرة كان لديه نفس الشعور، وهو أن أجله قد جاء، حينها لم أكن أعلم عن النبضات الهاجرة شيئًا.

ذهبت إلى الطبيب وعمل لي تخطيط قلب وإيكو، وقال: القلب سليم، ولكن ما أعاني منه اسمه النبضات الهاجرة. وأعاني من الخوف الشديد، القلق، وكثرة التفكير، لهذا السبب حينما طمأنني الطبيب أصبحت أشعر بالأعراض مرة في الأسبوع، وأحيانًا مرة في الشهر.

البارحة أصبت بنزلة برد، ومنذ البارحة حتى اليوم وأنا أعاني من النبضات بشكل مستمر، 5 مرات في الدقيقة، خصوصًا عندما أفكر فيها، أو يكون نومي ليس جيدًا، علمًا أني قمت بتحليل TSH و CBC وكان طبيعيًا.

أرجوكم ما الحل؟ وشكرًا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

لاحظتُ أنك طالب جامعي تعمل في التحليلات المرضية، تخصص نادر ومفيد، فأرجو لك التوفيق والسداد.

إن الفجوة بين ما هو نفسي وما هو بدني ليس بالفجوة الكبيرة كما يعتقد كثير من الناس، فما في النفس يُؤثّر في البدن، وخاصة في القلب، وما في القلب كعضو يُؤثّر في النفس.

نعم، يمكن أن يكون لدى الإنسان -كما أسميتها- النبضات الهاجرة، وهي عبارة عن عدم انتظام بنبضات القلب، وهذه أمور يعرفها طبيب القلب، وفي كثير من الحالات هي حالة سليمة، غير خطرة، إلَّا أن الإنسان عندما يشعر بها -كما يحصل معك- فيمكن أن تترافق مع حالة من الخوف أو القلق أو التوتر، فيبدأ يخاف على حياته وعلى نفسه، من أن تخرج ضربات القلب عن النمط الطبيعي.

أخي الفاضل: طالما طمأنك الطبيب من خلال تخطيط القلب والإيكو أن الأمور طبيعية، فهنا يفيد أن تعمل على تخفيف القلق والتوتر عندك، لا أقول لك بعدم التفكير في كل هذا الموضوع، فربما لن تستطيع إيقاف التفكير فيه، وإنما أن تحاول قدر الإمكان أن تصرف اهتمامك والوقت الذي تقضيه في أمور أخرى، وبالتالي يخف عندك انشغال البال عن هذا الموضوع، وذلك من خلال القيام بالنشاط الرياضي البدني، خاصة أنك في عمر الشباب (واحد وعشرين عامًا). وهذه النبضات الهاجرة يجب ألَّا تمنعك من القيام بالرياضة المعقولة اللطيفة، ويمكن لمدرّب رياضي أن ينصحك بما يُناسب حالتك، وبحيث أنك لا تُجهد نفسك شكل كبير، أيضًا لا بد من محاولة النوم لساعات كافية، والاهتمامات الأخرى في حياتك الدراسية.

وأخيرًا: هذا لا يمنع أن تُراجع بعد فترة طبيب قلب آخر، فمن باب الاطمئنان وكما نقول عادة (Second Opinion)، أي أخذ رأي آخر ليطمئن قلبك، ولا أظنُّ أنك في حاجة في هذه المرحلة لزيارة العيادة النفسية، وما شرحته لك ربما يكفي، داعيًا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

www.islamweb.net