بعد عقد القران صرت أتضايق من زوجي، فما نصيحتكم؟
2024-01-22 01:09:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 26 سنة، خطبني رجل لم أرتح له، وبعد مشاكل كثيرة مع عائلتي ورفضهم فكرة تراجعي عن الخطبة؛ تمكنت من فسخ الخطبة -الحمد لله-، صرت أقوم الليل، وأدعو بأن يأتيني العوض الذي أرتاح معه وأكون سعيدة.
بعد سنة تقدم لي رجل آخر، يكبرني ب10 سنوات، وبعد أول نظرة ارتحت له ووافقت، وتمت الخطبة وعقد الزواج، والزفاف بعد 10 شهور.
أنا الآن غير مرتاحة أبدًا ولا أطيقه، وكل تفكيري كيف أتخلص منه، حتى الحديث معه في الهاتف لا أستطيع، وهو شعر بذلك، وأخبرني إن لم تكوني راضية فقولي قبل فوات الأوان، وأكذب عليه وأقول: إني مرتاحة.
أتساءل هل كل هذا ابتلاء من الله أم مصائب بسبب سوء اختيار وتسرع؟ أحس أن لدي سحراً يمنع الزواج؛ لأني كلما خطبت أحس بضيق الصدر والاكتئاب والحزن والرفض من جهتي، فكيف أعرف أن هذا الرجل نصيبي؟ وهل إن وفقني الله للدعاء وقيام الليل معناه أنه ليس نصيبي؟
علمًا بأن أبي صعب جدًا، ويعاملني معاملة سيئة، وتعبت من كل ما يقع معي.
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ghazal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا -ابنتنا- في الموقع، ونشكر لك الحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
نحن لا نؤيد فكرة الرفض لخاطب ارتحت إليه منذ الوهلة الأولى ثم وافقت عليه، وما حصل بعد ذلك من الأمور التي فيها الضيق لك ينبغي أن لا تلتفتي إليها، وتوجهي إلى الله تبارك وتعالى واسأليه التوفيق، واعلمي أن الحب من الرحمن وأن البغض من الشيطان، كما قال ابن مسعود: (يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم).
أنت في مقام بناتنا وأخواتنا ونحن لا نؤيد تكرار رد الخطاب؛ لأن هذا ليس في مصلحة الفتاة، وفوق ذلك سيسبب لك مشاكل أسرية، فأكملي هذه الزيجة واستعيني بالله وتوكلي عليه، وإذا كان هناك أسباب ظاهرة لهذا الضيق، فأرجو أن نسعى جميعًا في إزالة أسباب الضيق، وإذا لم تكن لها أسباب فأرجو أن تحرصي أولاً على قراءة أذكار الصباح والمساء، وقراءة سورة البقرة، وقراءة الرقية الشرعية على نفسك، ولا مانع من الذهاب إلى راق شرعي يقيم الرقية الشرعية، وفق قواعدها وضوابطها المرعية، ونسأل الله أن يعينك على الخير.
إذا ذكرك الشيطان بسلبيات الشخص المذكور فتذكري ما عنده من الإيجابيات، واعلمي أننا بشر، النقص يطاردنا، فلا يمكن للفتاة أن تجد رجلاً بلا نقائص، ولا يمكن للرجل أن يفوز بامرأة بلا عيوب، فنحن بشر، ولكن طوبى لمن تغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة، ومرة أخرى نؤكد أن البناء على الانطباع الأول، وما يحدث بعد ذلك من ضيق أو أشياء؛ هذه كلها أمور للشيطان دخل فيها، وتعوذي بالله من الشيطان، واجتهدي دائمًا في التقرب إلى الله تبارك وتعالى.
احرصي على إكمال المشوار طالما كان الزفاف قد تبقت له أشهر محدودة، وليس من الحكمة أن تظهري نفورك ورفضك لمن تقدم لك، ولكن لا مانع من أن تطلبي منه المساعدة في الوصول إلى حل، فأنت بحاجة إلى رقية شرعية، خاصة إذا كانت الأسباب غير معروفة.
نسال الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.