هل تنتقل الأمراض الوراثية من أهل الأم إلى الأبناء مستقبلاً؟
2024-02-15 01:17:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقدمت لخطبة فتاة وهي ذات دين وخلق، وأهلها متدينون، ولكن عائلة هذه الفتاة عندهم مرض وراثي من أمراض الكلى، فوالدها مصاب بالفشل الكلوي، وعمّها وعمَّتها وجدّها لوالدها مصابون بأمراض الكلى، ووالدة الفتاة مصابة بحساسية الصدر، وجدَّتها لأمها مصابة بحساسية الصدر كذلك، فهل هذه الأمراض ستؤثر على أبنائي مستقبلًا؟ وما نصيحتكم لي؛ هل أُكمل الخطبة أم أتراجع عنها؟
أنا في حيرة من أمري، وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في كثير من الدول يتم فحص المقبلين على الزواج للبحث عن الأمراض الوراثية في الدم وفيروسات الكبد، لكن عمومًا فإن معظم أمراض الكلى ليست وراثية، بل نتاج البيئة من تلوث الماء والطعام والالتهابات، وكون الفتاة لا تعاني من مرض الربو؛ فهذا مؤشر على أنها لا تحمل جينات وراثية لمرض الربو.
والفحوصات التي يتم إجراؤها في مصر تتم في المختبرات المعروفة، وهي تخص الشاب والفتاة على حد سواء، وتشمل:
- صورة دم كاملة واختبار فصيلة الدم.
- اختبار (عامل ريسوس RH) مع عينة بول، للتأكد من عدم وجود التهاب في المسالك البولية.
- يتم الكشف عن الإصابة بأمراض السكري أو اضطراب الغدة الدرقية.
- يتم عمل اختبارات للكشف عن بعض الأمراض المعدية مثل فحص الإصابة بالزهري، وفحص الإصابة بأمراض الكبد الوبائية، وفحص الإصابة بفيروس نقص المناعة (الإيدز).
- كذلك يتم فحص الإصابة بالسيلان، والكلاميديا.
لكن في العموم فإن أمراض الكلى لا تورَّث، والربو طالما لا تعاني منه الفتاة شخصيًا فمن غير المنظور إصابة الأطفال به، وفي الحديث في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (ﷺ) قال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك).
وفقكم الله لما فيه الخير .
-----------------------------------------
انتهت إجابة المستشار الدكتور/ عطية إبراهيم محمد .. اختصاصي وممارس عام
وتليها إجابة المستشار الشيخ/ أحمد الفرجابي .. مستشار الشؤون التربوية والأسرية.
-----------------------------------------
إذا كانت الفتاة صاحبة دين وصاحبة خُلق وكان أهلها متدينين؛ فقد استكملت الشرائط الأساسية للنجاح، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب لكم التوفيق والفلاح.
عليه نحن ننصح بإكمال المشوار، خاصة بعد الإفادة الطبية التي سمعتها من مستشارنا الطبي الدكتور/ عطية، بارك الله فيك وفيه، والإجابة واضحة جدًّا، وأيضًا نحن دائمًا نتفاءل بالخير، ولا مانع من إجراء الفحوصات وأخذ الاحتياطات، هذا أمرٌ مشروع، لأن الله تبارك وتعالى يُقدّر المرض، لكنه قدّر لنا الدواء والدعاء، والفقيه هو الذي يردّ أقدار الله بأقدار الله تبارك وتعالى.
عليه ننصحك بإكمال الإجراءات الطبية التي أشار إليها الطبيب، وهذا من أخذ الأسباب، ثم توكّل على الكريم الوهّاب سبحانه وتعالى، والمؤمن لابد أن يكون على يقين من أنه لن يُصيبنا إلَّا ما كتب الله لنا، وهذا معنى من المعاني المهمّة التي ينبغي أن نملأ بها نفوسنا، والتي تجعلنا نُقدم على عمل الشيء بجدية وبلا تراخٍ.
فنسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينكم في الخير، وأن يرزقكم ذريةً تتمتع بالصحة والعافية، وقبل ذلك التقوى لله تبارك وتعالى، والإنسان لا يُعاب على المرض الذي يُصيبه، لأن الأمراض من تقدير الله تبارك وتعالى، وكل ما يُقدّره الله تبارك وتعالى فيه الخير للإنسان، و«عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ».
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والنجاح.