آذاني حتى اتخذت قرار الخلع والآن يريد الصلح!

2024-03-19 02:50:53 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا متزوجة منذ 4 سنوات، واشترطت الدراسة في العقد الشرعي، لكن بعد الزواج منعني الزوج من إكمالها، مع وجود مشاكل أخرى معه، فهو عصبي وتتدخل أمه وتحرضه علي، فضربني 3 مرات.

كنت أذهب لبيت أهلي، ولا يبحث عني أو عن ابنته ولا ينفق لأشهر، ثم يرجع ويعتذر، وأصدقه، وأرجع كي لا أخسر هذا الزواج.

بعد رجوعي يتغير تعامله معي، فتحسنت الأمور، وأكملت دراستي، وهذه المرة بسبب مشاكل صغيرة ذهب وقذفني عند عمي، وتركني مهملة في بيت أهلي، وبعث لي رسائل تهديد، فأخذت قرار الخلع، والآن أصبح يبحث عني للصلح، وإخباري بنيته الصادقة في إصلاح هذا الزواج، وخصوصاً بوجود البنت، وأنه لا يريد خسارتنا، وأنا لم أجد سبيلاً، فتارة أصدقه وأفضل أن أتنازل وأرجع طمعاً في إصلاح ما فات، وتارة أخرى أخاف وأتردد بسبب الفرص السابقة التي باءت بالفشل.

كيف أعرف نية هذا الإنسان كي لا أندم بعد اتخاذ قراري؟ أحتاج نصيحة، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مروة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - بنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي هذا الزوج لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

نحن حقيقةً لا نؤيد الاستعجال بطلب الخلع أو الطلاق؛ لأن ذلك لا يُفرح سوى عدوّنا الشيطان، ونسأل الله أن يُعينك على تجاوز هذه الصعاب، وإذا كنت - ولله الحمد - قد رجعت وأكملت الدراسة؛ فأرجو أن تأخذ البنت حقَّها وفرصتها في أن تجد الاهتمام من الأب ومن الأم، وأرجو أن يكون للعقلاء من أهلك والفضلاء تدخُّل في هذا الأمر، لوضع النقاط على الحروف.

لذلك ننصحك بأن تُشاوري أهلك في هذا الذي يحدث، ويحاوروا هذا الرجل، ليتأكدوا من صدق نيته، وليتكلَّموا معه في هذا الأمر، وإذا كنت عند عمِّك؛ فإن عمّ الإنسان صنو أبيه، فأرجو أن يكون للعمِّ دورٌ وله رأيٌ في هذه المسألة.

نحن بلا شك لا نؤيد - كما قلنا - الاستعجال في أمر الطلاق أو أمر الخلع أو أمر الفراق، لأن الأصل أن تكون الحياة الزوجية على الديمومة.

ندعوك أيضًا إلى تقييم هذا الرجل بتقييم شامل، فما هي الحسنات التي عنده؟ ما هي الأمور التي دعتك إلى أن ترجعي إليه؟ كيف علاقته بك وببنته عندما تكونون عنده؟ كيف قيامه بالواجبات؟ يا ترى هل نستطيع أن نقول: هذا التأثير من والدته، فإذا ابتعد عنها كان طيبًا ويقوم بواجباته؟ هل هناك من سبيل إلى إصلاح العلاقة مع والدته، طالما كانت هي المؤثّر الأكبر عليه؟

إذًا أرجو أن تنظري للأمور بهذا العمق وبهذا البُعد، ونحن نحتاج إلى تقييم شامل، نحتاج إلى إجابة على هذه الأسئلة، ما هي إيجابيات هذا الزوج؟ هل يا ترى كل المشاكل من تأثير والدته أم جزء منها منه ومن نمط شخصيته؟ كيف علاقته بك وببنيّته عندما تكونون عنده؟ يعني: هناك أمور ينبغي أن تنظري فيها، لأن زوجك وكل الرجال؛ لا يوجد فيهم رجل يخلو من العيوب، كما لا توجد امرأة تخلو من النقائص.

نسأل الله أن يُعينك على حسن تقييم الوضع، وبعد ذلك عليك أن تستخيري وتستشيري، تستشيري المحارم ممَّن يعرفوا الرجال، والرجال أعرفُ بالرجال، يعرفوا هذا الرجل، ونسأل الله أن يُعينك على الخير، ونكرر الترحيب بك في الموقع، ولكننا نحتاج إلى نقاط حاسمة، حتى نستطيع أن نعاونك على اتخاذ القرار الصحيح، من حيث ذكر نمط الشخصية، والإيجابيات التي عنده، والفرص المتاحة أمامك، ورأي أهلك وأسرتك في هذا الذي يحدث، إلى غير ذلك من الأمور التي تساعدنا في اتخاذ القرار الصحيح، الذي ينبغي أن يكون بالتأنّي ودراسة لمآلات الأمور، والنظر في عواقبها، والنظر في الخيارات البديلة أمامك، في البيئة التي أنت فيها.

نسأل الله أن يُعينك على الخير، وأن يُعيد علينا وعليكم مواسم الخيرات أعوامًا عديدة وسنوات مديدة في طاعته، وأن يجعلنا ممَّن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم.

www.islamweb.net