الجمع بين فنّين في العلوم الشرعية.. ومنهجية ذلك!
2024-03-31 23:49:52 | إسلام ويب
السؤال:
أنا طالب جامعي، في السنة الأخيرة، في أحد التخصصات الدنيوية، وقد منّ الله عليَّ بالرغبة في دراسة العلم الشرعي، فقررت أن أدرس العلم الشرعي ذاتياً عن بعد، من خلال أحد المعاهد الالكترونية، ولكن قرأت في بعض كتب طلب العلم النهي عن الجمع بين فنّين أو علمين؛ لأن ذلك مظنة لعدم الفهم؛ حيث قال أحد الناظمين:
وإن ترد تحصيل فن تمَّمه ... وعن سواه قبل الانتهاء مه
وفي ترادف الفنون المنع جا ...إذ توأمان اجتمعا لن يخرجا
وأنا حقاً لا أريد أن أنتظر سنةً حتى أكمل عامي الجامعي الأخير، وأرغب في البدء بدراسة العلم الشرعي، وأن أبدأ بمرحلة التأسيس والتأصيل مقروناً مع دراسة العام الجامعي النهائي، فما نصيحتكم لي بهذا الشأن؟
ولدي إشكال آخر، يتمثل في أنني عندما أقرأ بعض الكتب العلمية في العلمي الشرعي؛ أجد أني لا أفهم بعض العبارات والجمل، وهذا يشعرني بالقلق والإحباط، ولا أعرف هل هذا ناتجٌ عن عدم تعودي لأساليب العلماء المتقدمين والمتأخرين، أم أن هناك خللاً في فهمي وذكائي وقدراتي؟ وأخاف أن يكون هذا عائقاً لي في طلب العلم! وأسأل نفسي هل مع مرور الوقت والاستمرار، والتعود على أسلوب المتون سوف تحصل لي دربة على هذه اللغة العلمية، حتى تصبح معتادة لدي؟ أم أنها سوف تلازمني وتقعدني عن الطلب؟ هذا جعلني أتحدى نفسي أكثر، وأحاول أن أقرأ وأفهم دون الاستعانة بالشروح أو بالسؤال.
صرت أكثر تركيزاً حتى عند قراءة المقالات أو النشرات الإخبارية، وصرت لا شعورياً أريد أن أفهم كل عبارة في المقالة أو النشرة بشكل جيد وعميق؛ فإذا وجدت شيئاً لا أفهمه فيها أو شيئاً غامضاً لا يستبين لي أشعر بالقلق!
مع العلم أنني لم أكن من قبل هكذا، فبالنسبة لمثل هذه المقالات أو النشرات كنت أقرأها سريعاً، ولم أكن أهتم بالفهم العميق لها، ولا أدقق في كل جملة فيها، بدأت أخال في نفسي أن الجميع يقرأ ويفهم، وأنا الوحيد الذي يعاني من عدم فهم بعض العبارات والجمل والأساليب، فأرشدوني بارك الله لكم.
هل هناك بعض الأدوية التي قد تعينني على التركيز والتخلص من هذا القلق؛ لأني أشعر وكأني أعاني من إرهاق نفسي غير ظاهر أو مبطن.
جزاكم الله خيراً، وأنتظر نصيحتكم وإرشادكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك – أخي الفاضل – عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك أولًا تواصلك معنا بهذا السؤال، وثانيًا: حرصك على تعلُّم العلم الشرعي.
أخي الفاضل: ليس هناك ما يمنع من أن يدرس الإنسان تخصصين أو أكثر، ولكن يكون عنده أولويّة، فأنت طالما أنك في السنة الأخيرة فعليك أن تحاول النجاح بتفوق في هذا.
الأمر الثاني: كان علماؤنا يجمعون بين أكثر من فنٍّ وأكثر من تخصص، وأنا شخصيًا بالإضافة إلى الطب النفسي كنتُ حريصًا على العلم الشرعي، وأخذت فيه غير قليل من الدورات والدراسات، وعندي إجازة شرعية أيضًا، فهذا أمرٌ طيبٌ، بالإضافة أيضًا أن العلم الشرعي مطلوبٌ للإنسان، وخاصة في الفروض العينية، وفيما يتعلق بتخصصك الدنيوي الذي لم تُسمِّه لنا.
ما ذكرتَ من صعوبة فهم بعض العبارات والجمل في كتب المتأخرين والمتقدمين، فنعم هذا يحصل، ليس معك فقط، وإنما مع الجميع، فقد اختلفت طبيعة الكتابة وطرق التعليم، وتغيُّر بعض المصطلحات العربية، فهذا أمرٌ لا يخفى عليك علاجه بالاستمرار والمتابعة والمثابرة، فهذا كلُّه يُذلّل لك الصعاب، ويجعلك أكثر قدرة على الاستيعاب.
أخي الفاضل: ما ذكرتَ من أنك في الفترة الأخيرة تشعر أن تركيزك أضعف من السابق، وأن قراءتك أصبحت أكثر بطئاً: نعم ربما هذا بسبب ظروف الحياة التي تعيشها، فأنتم في اليمن عانيتم خلال السنوات الماضية، وما زلتم تعانون، ندعو الله تعالى لكم بالفرج والسلام والأمن إن شاء الله تعالى.
تسأل أخي الفاضل: هل هناك بعض الأدوية التي تُعين على التركيز للتخلص من هذا القلق؟
أخي الفاضل: لا أشعر أن قلقك أو ضعف تركيزك قد وصل إلى الحد السريري الذي يحتاج إلى العلاج الدوائي.
الأمر الثاني: تسأل إن كان ضعف فهمك له علاقة بقدراتك الذهنية والذكائية؟
لا أعتقد – أخي الفاضل – فأنت وصلت في الجامعة إلى السنة الأخيرة، وأنت لم تصل إلى ما أنت عليه الآن إلَّا من خلال قدراتك الذهنية وإمكاناتك.
أخيرًا: أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك وييسّر أمرك، ويجعلك -ليس فقط من الناجحين بل- من المتفوقين في تخصصك وفي دراستك للعلوم الشرعية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.