أعيش منذ صغري مع رهاب وخوف غير مبرر، أرشدوني
2024-03-27 00:00:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب أعزب، أعيش منذ صغري مع الرهاب والخوف الذي لا داعي لأن أخاف منه! أخاف من أشياء تبدو عادية لغيري، كنت لا أتحدث ولا أتعامل مثل غيري في الفصل المدرسي، وحين كنت أمسك ميكروفون الإذاعة كان قلبي يرتجف، وكان يرتعش الميكروفون في يدي، وكنت أخشى قيادة السيارة على الطريق، رغم نجاحي في امتحان الرخصة.
كل شيء أحسه أكبر من عقلي وفكري، وأشعر ببلادة غريبة، رغم أني -ولله الحمد- اقتربت من حفظ كتاب الله، وللأسف والدي يعيش منعزلًا، وليس له اختلاط كبير بالناس، هل ذلك قد يكون وراثيًا؟
وقعت منذ عشر سنوات في فخ الإباحية، وأنا أتعافى الحين، منذ نحو ٣ سنوات وأنا بعيدٌ عن العادة والإباحية، لكن لم أشفَ وجسمي لا زال ضعيفًا، وأريد أن أعيش مثل الآخرين.
هل هناك علاج لهذا الهلع؟ وهل يؤثر على التعافي؟ وأنا كان لدي ارتفاع في أنزيمات الكبد، فهل يؤثر العلاج على الكبد؟
أفيدوني، وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على تواصلك معنا في موقع إسلام ويب، ونشكر لك رسالتك واستشارتك هذه.
سؤالك عن الإحساس بالرهاب والخوف منذ الطفولة والذي استمر معك إلى هذا العمر، رغم أنك استطعت أن تقوم بالكثير من خلال حياتك للوصول إلى مرحلة العمل، ولكنك تعاني الآن من بعض الأعراض.
أولًا: سؤالك الأول عمَّا إذا كان هناك ارتباط ما بين العيش منعزلًا، وهل يكون ذلك وراثيًا؟ فإنه قد لا يكون وراثيًّا في موضوع العيش منعزلًا، ولكن إذا كانت لدى الوالد نفس الأعراض من الخوف فربما يكون هناك بعض اضطرابات القلق، تكون مرتبطة بالوراثة، لكن ما ذكرت أنك الآن ليس لديك مشكلة في الذكاء، وأنك استطعت - والحمد لله - أن تقترب من حفظ كتاب الله، فهذا أمرٌ جيد وممتاز - إن شاء الله - طالما أن الله وفقك لحفظ كتابه فهذا أمرٌ ممتاز، وليس كل الناس يوفقون في مثل هذا العمل الطيب، وربما يكون هذا مفتاحاً لك للتخلص من الخوف والقلق، لأن من يحمل كتاب الله بين جنبيه يستطيع أن يتخلص من هذا الخوف والهلع بإذن الله تعالى.
أمَّا إذا كان إحساسك بهذا الخوف والقلق -والذي جعلته عائقًا لك للانطلاق في حياتك الاجتماعية- مستمرًا، فيمكن أن تعرض نفسك على طبيب، وذلك فقط للتأكد أولًا من أنه لا يوجد ما يُسبب القلق والخوف من الناحية الطبية الجسمانية.
ذكرت أن لديك ارتفاعاً في أنزيمات الكبد، هذا الارتفاع لا بد من التأكد منه، حتى تتأكد أنه لا يوجد ما يُسبب القلق من الناحية العضوية.
أمَّا إذا كان ذلك من الناحية النفسية؛ فإن هناك الكثير من العلاجات التي يتم بواسطتها التخلص من الهلع والخوف، وذلك من خلال الأدوية النفسية أو من خلال العلاجات النفسية السلوكية الفكرية، وليس بالضرورة أن كل العلاجات مرتبطة بالأدوية، وهذه فرصة لك للانطلاق، وخاصة أنك تقترب من حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى، فإن الاستزادة من المحافظة على الشعائر الدينية، والمحافظة على حفظك والالتزام بالشعائر - إن شاء الله - فيه الكثير من الفائدة، وبه - إن شاء الله - التخلص من الهلع والخوف.
أمَّا موضوع ما ذكرته عن الإباحية؛ فقد ذكرت أنك الآن لم تشفَ منها تمامًا، ولكنك تسعى إلى الخروج منها، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يُعينك على التخلص من هذا، وإذا طرقت باب العلاج النفسي الفكري السلوكي قد يكون فيه فائدة لك في المساعدة على التخلص من هذه العادة، وتستعيد قوتك الجسمانية والنفسية، وتتخلص من أعراض القلق والخوف والهلع، ولا تنس الاستزادة من ذكر الله، وهذا - إن شاء الله - عساه أن يكون لك شفاءً من كل داء.
والله الموفق.