لم أعد أستطيع الصبر على أخلاق زوجتي، فما الحل؟
2024-03-27 02:08:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
زوجتي كثيرة الصراخ في وجهي، وهي تسيء بالكلام إلى أمي لأسباب سابقة مضى عليها أشهر كثيرة، بل سنوات، ولا زالت حينما تكون عصبيةً ومتوترةً تسب وتخطئ في الكلام بحقها، وكذلك الصراخ علي أمام الأولاد؛ مما يضطرني للصبر وعدم الكلام معها لأيام، وكل مرة أذكرها بأنّ هذا الأمر لا يجوز أمام الأولاد.
هذا العام سنحج لبيت الله الحرام، ولا أعرف ماذا أفعل لها لكي تمتنع عن هذا الفعل؛ والذي جعلني أفكر جدّيًا في الطلاق والخلاص، ولكن حينما أنظر إلى أولادي أستعيذ بالله من الشيطان وأسكت، ولكني مللت السكوت.
علماً بأن والد زوجتي يسكن معنا في المنزل، ونرعاه بسبب مشاكله مع أولاده الثلاثة وبناته، فبماذا تشيرون عليّ غير الصبر الجميل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أيها الابن الكريم، والأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجتك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يُلهمكم السداد والرشاد، وأن يُعيننا على الاستفادة من دروس الصيام، فإن الصائمين والصائمات يتركون طعامهم وشرابهم الحلال لله تبارك وتعالى، فكيف لا نترك السبّ، والإساءة، والتقصير؟ ونسأل الله أن يجعل في رمضان فرصةً للتصحيح والتغيير.
بالنسبة لهذه الزوجة: قطعًا نحن نرفض ما يحصل منها، وهذا له أضرار كبيرة على الأطفال الذين نسأل الله أن يُصلحهم، ولكننا ندعوك إلى النظر إلى الموضوع بطريقة شاملة؛ فقد ذكرت لنا ما في هذه الزوجة من سلبيات، وهي بلا شك فيها إيجابيات تدعوك إلى الاستمرار معها، والاستقرار في حياتك الأسرية بوجودها، ولذلك دائمًا هذا المعيار ينبغي أن يكون حاضرًا، لقول النبي (ﷺ) وتوجيهه لنا معشر الرجال: (لا يفرك مؤمنٌ مؤمنة، إنْ كَرِهَ منها خُلقًا رضيَ منها آخر).
ثانيًا: ما يحصل بين النساء من الاحتكاكات من الصعب أن يُنسى، ولغة الخصام والاشتباك بين النساء مختلفة، فعليه أرجو ألَّا تذكر الأمور التي تُذكّرها بما حصل بينها وبين الوالدة، وتجتهد في كتمان ما يحصل، فلا تُبلّغ الوالدة بهذه الإساءات التي تحصل، وذكّرها بأن أي إساءة للوالدة بأنها تُعطي الوالدة من حسناتها، وتحمل من سيئات الوالدة، فالوالدة لن تتضرر بكلامٍ لم تسمعه، لكن الزوجة تضرُّ نفسها.
ولذلك أرجو أن تكون هذه هي النظرة والقاعدة التي تقوم على أساسها، وتعرض على أساسها النصيحة عليها.
كما أرجو أن يكون لوالدها الحاضر معكم دورٌ في تصحيح هذا الخلل، خاصةً وأنك تقوم بهذا المعروف تجاهه، وتستقبل هذا الرجل الكبير -وأنت تُشكر على هذا- في بيتكم، وتقومون بخدمته.
وعليه: أرجو أن تنظر للموضوع نظرةً شاملةً، ونحن سعداء جدًّا بالاستمرار في التواصل، حتى نرى الصورة كاملةً.
المطلوب: أن تذكر لنا إيجابيات هذه الزوجة، وعلاقتها بالصلاة والطاعة لله تبارك وتعالى، واهتمامها بأبنائها، وأيضًا لا مانع من أن تذكر لنا بعض الإيجابيات والسلبيات الأخرى إن وجدت، حتى ننظر في الأمور ونعالجها معك بطريقة شاملة.
فالصبر الجميل مطلوب، لكن الصبر معه يحتاج إلى خطوات عملية، وأنت ما تواصلت معنا إلَّا لتجد الخطوات العلمية، وعليه نحن ننصحك أولًا بالدعاء لنفسك ولها.
ثانيًا: تجنّب الجدال معها في حضور الأبناء.
ثالثًا: النظر إلى الموضوع بطريقة شاملة.
رابعًا: تقليل فرص الاحتكاك بينها وبين الوالدة.
خامسًا: تجنب تذكيرها بما حصل بينها وبين الوالدة.
هذه كلها أمور تعين على الخير، ونوصيك أيضًا بأن تنقل إليها أحسن انطباع للوالدة عنها، وتنقل للوالدة أيضًا أحسن انطباع وكلمات جميلة قد تصدر منها تجاه الوالدة؛ لأن هذا هو شأن المؤمن، ينمّي الخير، ويقول الخير، وينقل الخير، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونشكر لك الغضب للوالدة؛ فالوالدة هي صاحبة الحق الأكبر والأعظم، لكن الكلام الذي لا تسمعه لا يضرُّها، بل يضرُّ مَن تكلّم به.
ونسأل الله أن يهدي زوجتك إلى الخير والحق، وأن يدعوها إلى احترام مشاعرك، وأن يُلهمكم جميعًا السداد والرشاد، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.