أعجبت بأخت صديقي وأريد الزواج بها ولكني غير مستعد، فكيف أتصرف؟
2024-04-03 01:32:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر 22 عامًا، أدرس، وبقي لي سنة للتخرج، ملتزم بصلاتي، وديني، وأسأل الله تعالى أن يثبتني على الصراط المستقيم.
لدي صديق عزيز جدًا، ونحن مثل الإخوة وأكثر، وأنا على صلة قوية مع أهله كذلك، رأيت أخته أكثر من مرة، وأعجبت بها لعدة أمور؛ فهي فتاة جميلة، وملتزمة، ومحتشمة كذلك.
مرت سنة وأنا معجب بها، وأفكر بها بشكل دائم، ولا أكلمها، وعندما أراها لا أسلم عليها طبعًا، وأتمنى من الله أن يجعلها من نصيبي.
وسمعت بأن الفتاة طُلِبت من أهلها أكثر من مرة، ولم يكن هناك نصيب إلى الآن، ووضعي المادي غير مستقر، ولا أملك عملاً إلى الآن، ولكنني أسعى بشكل دائم، وأسأل الله التوفيق.
فهل تنصحونني بأن أصارح صديقي بالأمر، وأخبره بعدم قدرتي الآن، أم أنتظر حتى أتبين من أمري، ثم أرسل أهلي؟ فالموضوع متعب جدًا، ومرهق بالنسبة لي.
وشكرًا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، وحُسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يثبتك على الخير، وهنيئًا لك بشهر الصيام، الذي ينبغي أن يزيدنا ثباتًا وخيرًا، ونسأل الله أن يجعل أيامنا أعيادًا في طاعته سبحانه وتعالى.
لا شك أن الارتباط عن طريق الصديق من أحسن وسائل الدخول لحياة زوجية مستقرة، ومن أحسن الأبواب التي ينبغي أن يسلكها الشباب، وأن يكون ذلك عن طريق شقيق الفتاة التي يُريدُها، ولكن نقترح عليك كخطوة أولى أن تُخبر أسرتك، ويكونوا على علم بالطريقة التي تفكر بها، لأننا لا نريد للأهل أن يفاجؤوا، وربما الأهل أيضًا قد أعدوا لك الفتاة التي يُحبُّون ويُفضّلون أن تُكمل معها مشوار الحياة.
وليس معنى ذلك أنك تُجامل هنا أو هناك، ولكن من المهم جدًّا أن يكون لهم علم مسبق قبل أن تُقدم على أي خطوة، وأن تذكر لهم عن الصديق، فضله، وأسرته، وأن له أختًا، وأنك ترغب في كذا، لترى ردة فعلهم، ثم تُشجّع تواصلهم مع هذه الأسرة، فإذا وافقوا فينبغي أن يتعرّفوا إلى هذه الأسرة، ولو عن طريق الهاتف، ثم بعد ذلك تأتي خطوة إخبار هذا الشقيق.
إذا حصل توافق، وشعرت أن الأمور تسير وتمضي في الطريق الصحيح، عند ذلك لا مانع من إخبار هذا الصديق، بأنك ترغب في الارتباط بهم لتقوية هذه العلاقة، وهذه الإخوة التي بينكما، وأنك تحتاج إلى كذا، وكذا، وكذا من الوقت، هذا أيضًا من الأمور المهمّة، ليس من الضروري أن تقول (ليس عندي شيء)؛ لأنه يعرف، لكن من المهم أن تقول: (أنا أريد أن يحصل الأمر بعد سنة أو سنتين من التخرّج، كي أرتب أموري،.....) بمعنى أن تُحدد له الشيء المعقول، وفي هذه الحالة ليس بالضرورة أن تكون هناك خطبة، ولكن ستكون الأسرة قد عرفت أن فلانًا راغب في الارتباط بابنتهم فلانة، عند ذلك ستأتيك الإجابات بالإيجاب أو بعدمه، أو بأنها مرتبطة ولا رغبة عندها، أو غير ذلك من الأمور، وبالتالي فإن الإنسان يبني حياته على هذا الوضوح.
ونحن لا نؤيد الانتظار؛ لأن هذا الانتظار قد يُفوّت عليك هذه الفرصة، وهذا معروف عند كل الناس، يعني: فلان تكلّم وأراد فلانة، بعد ذلك يُغلق هذا الباب، بل كان معروفًا قبل الإسلام، فإن خولة بنت حكيم لما خطبت عائشة للنبي (ﷺ) طلب الصديق مهلةً ليتحلل من قبيلة ابن عدي، الذين كانوا قد تكلّموا في شأن الجارية لولدهم، ولم يخطبها، ولم يُوافق على خطبة النبي (ﷺ) إلَّا بعد أن تحلّل من ارتباطه الأول، وهذا لا يُسمى خطبةً، إنما نوع من الارتباط، ونوع من تحديد الاتجاه، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.
إذًا عليك بالدعاء، وإخبار الأهل، وقياس مدى رضاهم، وبعد ذلك مشافهة هذا الصديق، وحبذا لو أن الأهل تواصلوا مع تلك الأسرة ليتعرفوا إليهم، ثم بعد ذلك تأتي خطوة إخبار هذا الأخ ليعرف ويتحسس إمكانية القبول من أخته وأسرته بالنسبة لك، ثم بعد ذلك تحددون الوقت المناسب لإكمال المراسيم.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.