وسواس الطهارة أتعبني وأفكر أن صلاتي غير مقبولة!
2024-03-31 02:29:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل شهر بدأت أعاني من وسواس الطهارة، كل يوم في الصباح أغتسل وأغسل ثيابي بنفسي في إناء فيه ماء، وأغسل ثوب الصلاة يوميًا، ومع ذلك أشعر بعدم الراحة في الصلاة، وأفكر أن صلاتي غير مقبولة، وثيابي غير طاهرة، ونحن في شهر رمضان وأحب أن أصلي صلاة التراويح والقيام، وقراءة القرآن، لكن مع الوسواس أصلي ويبقى بداخلي شيء يقول إن صلاتي غير صحيحة، وثيابي غير طاهرة، لدرجة أني أبكي وأشعر بالضيق في صدري.
اليوم غسلت ثوب الصلاة والثياب التي كنت أرتديها في إناء واحد في ماء واحد، وكنت أعلم بوجود قطرات البول -أعزكم الله- على ثيابي، لكني غسلتها كلها في نفس الإناء، ولم أكرر العملية، فقط مرة واحدة، وقمت بعصرها بعد ذلك، لون الماء لم يتغير، وأنا خائفة بأن غسلي للملابس غير صحيح، ويجب إعادة الغسل حتى يكون لون الماء الخارجي صافيًا.
سؤالي: هل غسلي للثياب صحيح؟ وأقصد الغسل لمرة مع العلم بوجود البول، علمًا بأني في الليلة الماضية غيرت البنطال والملابس الداخلية، ولم أغير البلوزة، فقط غسلت موقع الإصابة، وتفكيري يقول ربما لم أغسله جيدًا، وانتقل ذلك للبنطال والملابس الداخلية الجديدة، فقمت بغسلها في الصباح، ووضعت كل الثياب في إناء واحد ومرة واحدة، وقمت بعصرها وتنشيفها في البلكونة.
أفيدوني فهذا أول رمضان لي، وأنا أشعر بأن عبادتي جميعها غير صحيحة، وغير مقبولة، وأثر ذلك علي بالسلب، حتى على حياتي.
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يَمُنَّ عليك بالعافية والشفاء من هذه الوساوس، وأن يُعجّل لك بالفرج والخلاص منها.
ونحن نُدرك مدى المعاناة التي تعيشينها بسبب هذه الوسوسة، ولكنّنا في الوقت نفسه نُدرك بأنك مقصّرة في مدافعة هذه الوساوس، فلو استعنت الله سبحانه وتعالى، وأخذت بالوصايا النبوية في مدافعة الوسوسة؛ فإنك ستتخلصين منها عن قريبٍ -بإذن الله تعالى-.
والوصية النبوية الجامعة النافعة هي: الإعراض عن الوسوسة، وعدم التفاعل معها، وعدم الالتفات إليها، فالنبي- صلى الله عليه وسلم- ذكر أن مَن شكّ في طهارته في الصلاة هل خرج منه شيءٌ أو لا بأن لا ينصرف من صلاته، يعني: لا يلتفت إلى الوسوسة، ولا يعمل بمقتضاها. كما أنه أرشد مَن أُصيب بشيءٍ من الوسوسة بأفكارٍ أو نحو ذلك؛ فقال -عليه الصلاة والسلام-: (فليستعذ بالله ولينته).
فهذه هي الإرشادات النبوية لمن أُصيب بالوساوس، ولا علاج لهذه الوساوس أنفع وأنجع وأقدر على اقتلاعها من هذا الدواء النبوي، جاهدي نفسك للعمل به، واعلمي أن الله سبحانه وتعالى يُحب منك العمل الذي اتبعت فيه الرسول، وأطعت فيه ما وجّه إليه وأرشد إليه، وإن كان على خلاف ما يُمليه عليك الشيطان، ويحاول أن يأتي إليك من باب تعظيم حرمات الله، والخوف على العبادة؛ فإن الشيطان لا يدعوك إلَّا إلى أسباب الخسارة، فهو حريص على أن يقطعك عن العبادة، فيريد أن يُثقّلها عليك، فأتاك من باب تعظيم العبادة، والاهتمام بها، والاعتناء بالطهارة من أجلها، ونحو ذلك من الحيل الشيطانية.
أقلعي عن هذا تمامًا، واعلمي أن الله تعالى رحيم، يقبل من عباده ما تيسّر لهم من العبادات، وإن حصل فيها تقصير أو خلل، يرضاها منهم، ويُثيبُهم عليها، ويتجاوز عمَّا فيها من خلل أو تقصير، حتى يقدروا على الإتيان بالعبادة على الوجه الأتم.
وما فعلته من غسلٍ للملابس غسلٌ صحيح، ليس فيه شيء من الخطأ، حتى لو كان على الثياب على فرض وجود قطرات من البول -كما تزعمين-، على فرض وجود هذا فالغسل صحيح، والماء لا يتنجّس عند أكثر العلماء بمجرد حصول نجاسة فيه يسيرة.
وما رأيته في الماء من التغيُّر فإن مصدره هو ما على هذه الملابس وما خالطها من غُبار وغيره، أمَّا يسير بولٍ فإنه لا يُغيِّر الماء، فكفّي عن الاسترسال مع هذه الوسوسة، وإلّا فإنك تجنين على نفسك وتُوقعينها في أنواع من الحرج والضيق، والله تعالى غني عن ذلك، ولا يطلبه منك.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك للخير، وأن يُعجّل لك بالعافية.