وساوس الطهارة كيف أقاومها؟
2024-04-25 02:36:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
قامت خالتي -المختصة في بيع النظارات- بغسل نظارتي بماء وصابون سائل يحتوي على الكحول، وبالتالي اعتبرت أن نظارتي تنجست، وقمت بغسلها كلها، ولكن المشكلة أنني لست متأكداً من موضع النجاسة جيداً، وأخاف أن تكون خالتي أزالت العدسات من النظارة وغسلتها من الداخل، والمشكلة أنني لا أستطيع غسل النجاسة من الداخل؛ لأنني أخاف أن أتلف العدسات عند نزعي لها.
أيضًا أصبت في ظفري وخرج دم، وكان الظفر منتفخاً؛ لذلك سهل عليّ اقتلاع جزء منه، وغسل الدماء المتأكد منها، ولكن المشكلة أنني لم أعرف مكان الجرح تحديداً؛ إذ قد يكون داخل الظفر في مكان لم أغسله من داخل الظفر، فهل يجب عليّ اقتلاع باقي الظفر وغسل كامل المكان؟ مع العلم أني لا أريد ذلك حتى لا يصير الظفر صغيراً، وربما أتضرر من ذلك قليلاً، وأرجو أن يكون سؤالي واضحاً.
وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إيّاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي الكريم: أنت لديك استشارات سابقة، ومعظمها يدور حول الشك، وبالذي طرحته الآن وطرحته في استشاراتك السابقة، وأنا أقول لك: إن الذي تعاني منه هو نوع من الشكوك الوسواسية، وليس أكثر من ذلك، والشكوك الوسواسية تُعالج من خلال التحقير والتجاهل التامّ، لا يلتفت الإنسان لها، بل يُفكّر في أشياء أخرى تكون بديلة، أشياء جميلة في الحياة، لتكون هي الأفكار المهيمنة وليست هذه الأفكار الوسواسية.
ولا تقدم على ما يجرك إليه الوسواس، إنما تقوم بالعكس تمامًا، مثلًا في حالة موضوع النظارة: خاطب هذا الوسواس قائلًا: (أنت وسواس حقير، أنا لن أهتمّ بك) وحاول أن تقنع نفسك ذاتيًّا أن هذه الفكرة بالفعل هي فكرة يجب ألَّا تُهيمن عليك، وهذا أيضًا بالنسبة لموضوع الإصابة التي حدثت لك في ظفر أصبعك: التجاهل، والتحقير، وعدم اقتلاع الظفر، وهذا هو الذي يجب أن تطبقه.
وهنالك علاجات أخرى منها علاج جيد نسميه (التنفير)، والتنفير هو أن نربط بين شيئين متناقضين، وفي مثل حالتك مثلًا: إذا ربطت موضوع النجاسة بتطبيق تمرين بسيط جدًّا، وهو أن تقوم بالضرب على يدك بقوة وشدة على سطح الطاولة، ويجب في كل ضربة أن تحسّ بالألم، ويجب أن تربط هذا الألم بتفكيرك الوسواسي حول النجاسة أو حول ظفر الأصبع، وهكذا، تكرر هذا التمرين، وأنت تكون جالسًا في مكانٍ هادئ، هذه تمارين بسيطة، لكنها من الناحية السلوكية مفيدة جدًّا، إذا طُبقّت على أصولها الصحيحة.
أيها الفاضل الكريم: يجب أن تركّز على الأشياء الأخرى في الحياة، أنت في مرحلة الدراسة، وهنالك متطلبات دراسية وأكاديمية، يجب أن تحرص في أن تكون جيدًا وممتازًا في دراستك، حتى تكون من المتفوقين والناجحين، وتصل إلى مبتغاك في هذه الحياة.
الجأ لتنظيم الوقت، تجنب السهر -مهم جدًّا-، الاستيقاظ المبكّر، أداء صلاة الفجر في وقتها، من الأشياء المهمة جدًّا التي تعلّمنا كيفية الاستفادة من الوقت بصورة صحيحة والاستفادة من طاقاتنا بصورة صحيحة، كن بارًّا بوالديك، اجعل لنفسك أهدافاً في الحياة.
وطبعًا من المهم جدًّا أن تضع الشروط والمواصفات التي توصلك إلى أهدافك، يعني مثلًا: إذا كان هدفك أن تتخرَّج كطبيب يجب أن تضع الآليات لذلك، وذلك من خلال الاجتهاد والتميز الدراسي، وتعلُّم حُسن إدارة الوقت، وأن تحرص أيضًا على تمارين رياضية؛ لأنها تُحسّن التركيز، وتحرص على الصلاة في وقتها؛ فهي باعثة للطمأنينة، وأن تكون عضوًا مشاركًا في البيت، وفعّالًا ومفيدًا.
بهذه الكيفية -إن شاء الله تعالى- تتخلص من هذه الوساوس، وتعيش حياة طيبة، حياة إيجابية مفيدة لك ولأسرتك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وتقبّل الله طاعاتكم.