هل يمكن أن يعود إلي من أحب بعدما أرخصت نفسي له وأذللتها؟
2024-04-23 23:50:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أحب شابًا لكنه يكرهني، وطلب مني الابتعاد عنه، وابتعد عني، لكني حينها لم أستطع الابتعاد، فطاردته في كل مكان، وهو كان يحاول أن يهجرني، وقرأت في موقعكم أن الفتاة كلما تجاهلت الشاب كلما أقبل عليها، لكن الآن أصبحت أشعر بالرخص والذل من نفسي لأني أذللت نفسي لأجله، وأصبحت رخيصة في نظره، فماذا أفعل؟
هل أنا في نظره رخيصة؟ لقد توقفت عن مطاردته وابتعدت عنه، لكني أشعر بذل تجاه نفسي لأني أذللتها لأجل شخص، هل يمكن أن يعود إلي حينما أبتعد عنه، بعدما أرخصت نفسي لأجله؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أفنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – بنتنا الفاضلة – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، وقد أسعدنا أنك قرأت الشيء المفيد في موقعك ثم استفدت منه، ونؤكد مرة أخرى أن الشاب يجري وراء الفتاة التي تهرب منه وتلوذ بحيائها وإيمانها، وأنه يحتقر الفتاة التي تطارده وتجري خلفه.
أنت الآن فعلت ما هو صواب وما هو خير، ولا تحزني على أمثال هؤلاء، إذا كان فيه خير فسوف يأتِ الله به، وإذا لم يأتِ فقد أغناك الله تبارك وتعالى عنه، واعلمي أن قيمتك غالية عند الله وعند أهلك وعند المسلمين؛ لأن الفتاة يعزُّها هذا الدّين العظيم، ويُريدُ لها أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبةً ذليلة، وسوف يأتيك مَن هو خيرٌ منه، بل سيأتيك الرزق الذي قدّره الله تبارك وتعالى لك، سيأتيك من يُعجب بك وتُعجبين به، لأن الميل من طرف واحد لا يمكن أن يُؤسس علاقة صحيحة، فلابد أن يكون الميل مشتركًا.
وكون هذا الشاب لم يلتفت إليك وابتعد عنك هذا لا يدلُّ على نقصٍ فيك، لكن يدلُّ على أن هذا الأمر هو متعلق بتلاقي الأرواح، ففي الحديث: (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، والأمر كما قال الشافعي: (ولا خير في ودٍّ يجيءُ تكلُّفًا)، إذًا لا بد أن تكون هذه المشاعر صادقة ونابعة من الطرفين، لذلك الشريعة تبني الحياة الزوجية على الرضا والقبول والارتياح والانشراح، ولابد أن يكون كل ذلك مشتركاً من الطرفين. وإذا لم يُوجد هذا فلا معنى لإكمال الحياة بالطريقة المذكورة، ولا يصلح في الحياة الزوجية بناؤها على المجاملات أو على الميل من طرف واحد، لا بد أن يكون الميل مشتركًا.
ومن أهملك فأهمليه، ومَن ابتعد عنك فابتعدي عنه، واعلمي أن الله تبارك وتعالى هو الذي سيُقدّر لك الخير، فكوني مع الله، وأكثري من اللجوء إليه سبحانه وتعالى، واحمدي الله الذي صرف هذا الشاب عنك منذ البداية، لأن الأمر سيكون خطيرًا لو أنه جاملك ثم حصل الإهمال بعد الزواج، عندها تكون الورطة كبيرة، ومهما حصل عندك من ألم؛ فإن الألم الأكبر والشر المستطير هو الذي كان يمكن أن يحصل، لو أنك أكملت هذا المشوار، ثم بعد ذلك ظهر لك هذا الرجل على حقيقته، وأنه لا يريدك وأنه يبتعد منك.
فاحمدي الله على هذا الذي حدث، وكلَّما ذكّرك الشيطان بذلك ليُحزنك فتعوّذي بالله من شرِّه، واعلمي أن الخير في طاعة الفتاة لربّها، وما حصل لك كان فيه تقصير وبُعدٌ عن الله تبارك وتعالى، ولا يمكن للمعصية والغفلة أن تُوصل لنتائج صحيحة، وسوف تتجاوزين هذه الصعاب، بالتعوذ بالله من الشيطان، وبالإقبال على تطوير مهاراتك، والاهتمام بنفسك، والثقة في الله، فأمّلي ما يسرّك، وأقبلي على حياتك بأملٍ جديدٍ وبثقةٍ في ربنا المجيد.
ونسأل الله أن يُقّدر لك مَن هو أفضل منه وأحسن وعونًا لك على الطاعات، ونسأل الله أن يوفقك وأن يرفعك عنده درجات.