الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
أخي الفاضل: أحمد الله تعالى لك على ما وهبك، حيث إني لاحظت في سؤالك كل ما ذكرت أمرًا سواء ابتلاء أو غيره؛ فإنك تحمد الله على ذلك، فبارك الله لك في هذه النفسية الطيبة، وفي قربك من الله عز وجل، وفي قبولك لما ابتلاك الله به، فهذا أمر طيب، احرص عليه.
نعم، إن ما وصفت في سؤالك، وحتى قبل أن أصل إلى السطر الأخير خطر في ذهني تشخيص ADHD، الذي هو فرط الحركة، وتشتت الانتباه، حيث يمكن هذا أن يفسر كل المعاناة، التي عانيت منها في مراحلك الدراسية الابتدائية والاعدادية والثانوية والجامعية، من ضعف التركيز والانتباه، فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD، هو اضطراب عصبي بسبب طبيعة الدماغ، حيث يشعر المصاب بأن دماغه في سرعة مما يضعف قدرته على التركيز.
فهذا ليس بسبب طبيعة شخصيتك، أو الظروف التي عشتها، وإنما هو اضطراب ولادي ينشأ مع الإنسان، ولكن له علاجه كما سألت في آخر سؤالك، هناك علاج دوائي ولكن لا بد أولًا من تأكيد التشخيص، فمع الأسف هناك بعض من يصف الدواء دون أن يؤكد التشخيص، وليس من رأى كمن سمع.
فاستشارتك معنا إنما هي استشارة عن بعد، نوجهك من خلالها إلى ما أعتقد أنه المناسب والأنفع لك، لذلك -أخي الفاضل- أرجو أن تأخذ موعدًا مع العيادة النفسية، وتحدث الطبيب بكل ما ورد في سؤالك، وفي حياتك الخاصة، وهو بالطبع سيسألك عن أمور أخرى، ليؤكد تشخيص فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD، وسيشرح لك طبيعة الاضطراب والأعراض والأسباب، وكذلك الخطة العلاجية والتي منها أحد الأدوية المضادة ADHD، والتي تعينك على التركيز والانتباه، مما يخرجك مما أنت فيه.
واطمئن، فأنت لست مضطرًا إلى أخذ هذا الدواء مدى الحياة، وإنما فقط في فترة يحددها لك الطبيب، وبحيث تصل من خلاله إلى ما ترتاح إليه في وضعك الأسري والعملي المهني، وأرجو أن لا تتردد أو تتخوف من أخذ هذا الموعد مع العيادة النفسية، فالرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- دعانا إلى العلاج والتداوي، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا الهرم)، فكما أن هذا ينطبق على الأمراض العضوية، فإنه كذلك ينطبق على الاضطرابات النفسية.
وللفائدة راجع الاستشارات المرتبطة: (
226145 -
2113978).
أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك وييسر أمرك، ويكتب لك تمام الصحة والعافية والتوفيق والنجاح.