تعلقت بشاب واتفقنا على الزواج لكنه تركني، فكيف أنساه؟
2024-05-19 03:27:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عازبة، وبعمر 23 سنة، وأريد الزواج بحكم أني أعيش في الغربة وحدي، وبسبب ظروف هذه الأيام كلمني شاب في صفحتي الدينية للتعرف والزواج، وأنشأنا مجموعة لكي لا نقع في الحرام، وتكلمنا لمدة يوم واحد، واتفقنا على كيف سنعيش بعد الزواج.
تعلقت به وأعجبني نضجه وتدينه، وكل شيء، لكن في الغد قال إنه لا يريد فتاة من أصل مختلف، وأنا حاولت أن أشرح له أني مستعدة على التأقلم مع أصوله؛ لأن بلداننا متشابهة، وهو كذلك مغترب، لكنه اختار البحث عن فتاة بنفس أصوله، وهذا الشيء جرحني، ولم أستطع نسيانه؛ لأنه الزوج المثالي لي!
ما نصيحتكم لكي أنساه؟ وكيف أفعل لأتزوج في أقرب وقت؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحباً بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن ييسر لك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، وتسكن إليه نفسك، وأن يعفك بالحلال عن الحرام، وأن يحفظك ويرزقك التقوى وييسر أمرك في الخير.
نحن سعداء جدًا -ابنتنا الكريمة- بما رأيناه في سؤالك من حرصك على اجتناب الحرام والحذر من أسبابه، وهذا دليل على رجاحة في عقلك، وحسن في إسلامك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحًا، وييسر لك الخير، ويغنيك بالحلال عن الحرام.
نؤكد عليك -ابنتنا الكريمة- الحذر الشديد من مكر الشيطان، وخطواته، ومكر الخبثاء من المجرمين من بني آدم، فإنهم يمكرون مكرًا كباراً في الليل والنهار لإفساد الإنسان المسلم، والله تعالى قد حذرنا من خطوات الشيطان، فقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر).
الشيطان قد يعلم أن بعض الناس فيهم من الدين، والخوف من الله؛ ما يجعلهم يمانعون ويعاندون الشيطان إذا دعاهم إلى الفاحشة، والوقوع في الحرام، فيتدرج بهم خطوة خطوة، فحذرنا الله تعالى من هذه الخطوات، وأدوات التواصل اليوم في حالات كثيرة تصبح من خطوات الشيطان، فإنه ما خلا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان، والماكرون الذئاب من بني آدم يستطيعون التلون والظهور بمظهر غير مظهرهم الحقيقي، على غير حقيقتهم، فيظهرون التدين، والحرص على الحلال، ويظهرون التمنع والتعزز عن المرأة والفتاة حتى تثق بهم، وتطمع فيهم، ثم بعد ذلك يجرونها من شيء إلى شيء حتى يصلوا إلى مبتغاهم، فكوني على بصيرة وحذر.
نصيحتنا لك تتمثل في النقاط التالية:
أولًا: حاولي بقدر استطاعتك التعرف إلى النساء الصالحات، والفتيات الطيبات في المحيط الذي حولك؛ فإنهن خير من يعينك على استقامة أمورك، ومن ذلك الزواج.
ثانيًا: خذي بأسباب الاستعفاف ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، فغضي بصرك، واحفظي نفسك، واحذري من التواصل مع الشباب، والجئي إلى ربك -سبحانه وتعالى- بصدق واضطرار، أن يحميك، وأن يرزقك، وأن يعفك بالحلال عن الحرام؛ فإن الله تعالى بيده مقاليد السماوات والأرض ومفاتيحها، والخير كله في خزائنه.
أحسني ظنك بالله تعالى، وعلقي قلبك به، واعلمي أن الرزق الذي عند الله لا ينال بالوقوع في معصية الله؛ فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد قال: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)، واعلمي يقينًا أن القدر سيمضي لا محالة، وأن ما قد كتبه الله تعالى قبل أن تخرجي أنت إلى هذه الدنيا سيقع، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
قد كتب الله في اللوح المحفوظ متى ستتزوجين، وبمن ستتزوجين، فخذي بالأسباب المشروعة المباحة، واحذري على نفسك من الوقوع في المحرم، وستصلين بعون الله تعالى إلى المقدور المكتوب، نسأل الله أن يحفظك من بين يديك ومن خلفك.
والله الموفق.