بسبب إهمالي أضيع أشيائي وأكسرها عن غير قصد!
2024-06-03 01:20:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 18 سنة، عندي مشكلة، وهي أني مهملة جدًا في أشيائي، ولا أهتم بأي شيء، كترتيب الغرفة، أو المكتب، أو أي شيء حولي.
قبل سنتين كنت أعيش مع جدتي، كانت تعلمني النظام بشكلٍ جميلٍ، لم أكن أهمل أي شيء أبدًا معها، وأفعل كل هذا بحب.
رغم حب والدي ووالدتي لي كثيرًا واهتمامهم بي، إلا أنني كنت أحب أن أعيش مع جدتي، فأذهب وأجلس لديها، كنت غالبًا أجلس عندها 3 أشهر، هناك حياتي كانت منظمة، لكن عندما ماتت جدتي منذ سنتين تغيرت! مرت فترة وأنا حزينة عليها، ولكنني تخطيتها، إلا أنني أصبحت مهملة جدًا في حياتي وفي منزلي، لا أعرف النظام، دائمًا أضيع أشيائي وأكسرها عن غير قصد، والداي لا يعاقبونني، ولكنني منزعجة مما أنا فيه!
الأمور خرجت عن السيطرة، أشعر أنني غير مبالية تمامًا، الشيء الوحيد الذي أعرف كل تفاصيله هو دراستي، لا أنساها ولا أهمل بها، رغم أن أهلي لا يشرفون عليّ فيها.
أنا أحاول أن أطلعكم على كل شيء، فأنا ولكثرة إهمالي أضعت اثنين من الهواتف، ورغم أنني أحب أشيائي جدًا ومتعلقة بها، وأحزن بعد فقدانها، إلا أني أشعر بعدم قدرتي على التحكم في هذا الأمر.
أنا أكثر شخص يكسر الأشياء في البيت -عن غير قصد-، والفكرة أن الموضوع لا يحدث مرة في الشهر، بل إنه يحدث أكثر من مرة في الشهر!
حياتي متدهورة في بعض الأحيان، أصبحت أشعر باكتئاب وحزن، وأنا أحب النظام، ولكن يأتي علي وقت أكون فيه غير مبالية به، فتعم الفوضى في كل شيء!
أصبح الموضوع يؤثر عليّ بشكل سلبي وملحوظ، بدأت أشعر بانزعاج أهلي من تصرفاتي، وأنا أشعر أن تصرفاتي ليست بيدي، ولكنها تحدث خارج إرادتي، وتبدو كأنها بإرادتي، وهذا ما يزعجني!
أحاول استرجاع الماضي، وأتذكر ما كانت جدتي تفعله، ولكنني عندما أفعله أجد أن بيتي لا يتوافق مع هذه الطريقة.
لا أعرف ما بي، لكنني في كل الأحوال أريد أن أعرف ما بي وأتحسن.
أفيدوني، جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إلهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.
أولًا: نسأل الله تعالى أن يغفر لجدتك ويرحمها ويسكنها فسيح جناته، والمطلوب منك بعد وفاتها هو الدعاء لها باستمرار، وزيارة وصلة أرحامها وأصحابها.
ثانيًا: الحمد لله أنك تحبين الدراسة، فهذا توفيق من الله، أن تلتزمي بتحصيل العلم، وهو لا شك تنالين به خيري الدنيا والآخرة، فـ «إِنَّ المَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ».
أمَّا ما ذكرته من أعراض وسلوكيات ربما يكون بسبب اضطراب نقص الانتباه والتركيز الذي من أعراضه الإهمال وعدم الترتيب وعدم التركيز، وينتج عن ذلك سلوك فقدان الأشياء، وتكسيرها بطريقة لا شعورية أو غير مقصودة.
فالأمر -ابنتنا العزيزة- يحتاج لمقابلة المختصين في المجال، ليتم التشخيص الصحيح، ومن ثمّ أخذ العلاج المناسب.
ومن الناحية السلوكية حاولي تنظيم وقتك أولًا، وضعي جدولًا زمنيًّا لنشاطاتك اليومية والالتزام به.
ثانيًا: التعود على التفكير المُسبق قبل اتخاذ أي قرار، أو القيام بأي خطوة، وذلك لكبح الدافعية؛ لأنها هي السبب في تكسير الأشياء، والتأني عكسها بالطبع، وبه تسلم الأشياء من التكسير.
وأيضًا تدريب الذاكرة، وذلك بإعادة المعلومات المكتسبة خلال اليوم عدة مرات، وربط القول بالفعل، أي: ربط الأقوال بالأفعال، مثل: أن تقولي بصوتٍ مسموع: (وضعت المفتاح على الطاولة)، وهذا كلما يحتاج لعملية التذكُّر حاولي فيه ربط القول بالفعل، فإن شاء الله تتحسّن الذاكرة.
وفقك الله وسدد خطاك.