زوجي عصبي ويتلفظ بألفاظ بذيئة، ماذا أفعل؟
2024-06-03 01:45:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عمري ٢٦ سنة، وزوجي في عمري، تزوجنا منذ أشهر، لا زال يعمل بالخارج، وأنا بمنزل أهلي حتى يحين موعد اللحاق به.
زوجي صغير في العمر، وأنا كنت أعلم حدوث هذا، عند الخصام يقول لي كلاماً سيئاً ليس بذيئاً لكنه كلام مؤذٍ ومهين، أستطيع الرد عليه لكن لا أريد ذلك، ولا أعلم ماذا أفعل؟! من قبل كان يشتم ويقول كلاماً بذيئاً -والحمد الله- استطعت أن أقنعه بعدم قول كلامٍ كهذا إلا أنني لا أستطيع فعل شيء تجاه العصبية الزائدة.
كان إنساناً صالحاً، وهو عصبي وعنيد، لكن الكلام المؤذي صفة جديدة عرفتُها فيه قبل الزواج ببضعة أشهر، لا أعرف ماذا أفعل ولا أريد إخبار أهلي وأهله، أريد أن أحل المشكلة بيننا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دنيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال، ونذكرك بما فعلته تلك المرأة العاقلة التي دخل عليها زوجها وفي ليلتها الأولى، عندما قال لها: إني سيئ الخلق. وهذه أسوأ الصفات التي يمكن أن يتصف بها الزوج، لكن العاقلة الفاضلة قالت له: أسوأ منك من يلجئك إلى سوء الخلق. فكانت بذلك نعم الطبيبة، ونعم المعالجة، ونعم الفاهمة من الناحية النفسية؛ لأن التي تُبتلى بزوجٍ عصبيٍ ينبغي أولًا أن تتفادى ما يثير عصبيته، أن تتفادى ما تجعله يشتم ويسيء، هذه النقطة الأولى.
النقطة الثانية: أسعدنا وأعجبنا جدًا أنه كان يقول كلاماً ويشتم، ولكنك استطعت بتوفيق من الله إقناعه، بعدم قول كلامٍ كهذا، وكأنه استجاب، هذا مبشر آخر بأنك قادرة على التغيير والتصحيح، ومبشر آخر أيضًا بأنه قابل للتعديل والتصحيح؛ ولذلك استمري على نفس النهج، ونحن قطعًا لا نقبل أن يكون الكلام مؤذياً أو بذيئاً؛ لأن الشريعة لا تقبل هذا.
فالمؤمن ليس بفاحشٍ ولا لعانٍ ولا طعانٍ، ولا بذيء، والله يكره الفحش والتفحش كما قال النبي -عليه صلاة الله وسلامه-، ولكننا نريد أن نقول لك أيضًا قد يصعب على المرأة أن تجد رجلاً بلا عيوب، وبلا نقائص، كما أن الرجل قد يصعب عليه أن يجد امرأة بلا نقائص ولا عيوب، فنحن بشر والنقص يطاردنا، وطوبى لمن تغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة.
عليه أرجو أن تستمري في المعالجات، وتتسلحي بالصبر، وتجتهدي في تفادي ما يثير المشاكل والعصبية، وتستعيني برب البرية، وأيضًا استمري في عدم إخبار أحد، ومعك الموقع، تواصلي مع الموقع، واطلبي منه أن يتواصل مع الموقع، فإن إدخال أهلك أو أهله لن يزيد الأمر إلا تعقيدًا وسوءا، هم أيضًا ليسوا خبراء، فتواصلوا مع المراكز المتخصصة، وليبحث المريض على علاج والثاني يعاونه ويساعده، نسأل الله أن يؤلف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب.