نادم ولا أستطيع النوم بسبب وقوعي في قذف المحصنات!
2024-06-03 01:50:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبلغ من العمر 15 سنة، وقرأت فتوى تتحدث عن قذف المحصنات الغافلات، واكتشفت أن اتهام أي شخص بالزنا -أو غير ذلك- أمر شديد التحريم، والعقاب شديد، ويلعن الله من يفعل ذلك، ويخرج من رحمة الله، مع العلم أن أصدقائي كانوا يقولون لي: تلك الفتاة كذا وكذا (يقذفونها)، كنت أسايرهم في سياق الكلام، وأقول: تلك كذا وكذا، والآن لا أستطيع النوم ليلًا من شدة عقاب الله علي، نادم وقلبي يتألم، وأكاد أبكي من شدة الخوف والحزن، أذرف بدل الدموع دمًا، فهل أنا آثم؟ وهل يقام الحد عليّ؟ مع مراعاة أني لم أدرك خطورة ذلك.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك –ولدنا الحبيب– في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك بالموقع، ونحمد الله سبحانه وتعالى الذي مَنَّ عليك بهذا القدر من الصلاح والهداية، والخوف مما يُغضب الله تعالى عليك، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وصلاحًا.
وقد أحسنت غاية الإحسان حين ندمت وتألّم قلبك وبكيت من الخوف والحزن لما فعلته؛ فهذا كلُّه توبة، فـ (الندم توبة) كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، فزد على هذا الندم العزم الأكيد على ألَّا ترجع إلى هذا الذنب في المستقبل، ولا تُباشره في الوقت الحاضر، فإذا فعلت ذلك، فإن الله يتوب عليك في حقّه سبحانه وتعالى، يتوب عليك في حقه سبحانه وتعالى حين ارتكبت ما حرّمه عليك.
وأمَّا حق الآدمي فننصحك بأن تذكر هذه الفتاة بالخير في المواطن والمواقف والأماكن التي كنت تذكرها بخلاف ذلك؛ فإن هذا يردُّ لها حقّها -بإذن الله تعالى-.
ولا ننصحك بأن تُخبرها بما فعلت إذا كانت معروفة لديك ومُعيّنة، لأن الكلام معها ربما يتضمّن مفاسد أكثر من المصلحة التي ترجوها، فإذا علم الله تعالى منك الصدق في التوبة والصدق في توقي حقوق الناس وعدم الاعتداء عليها؛ فإن الله تعالى سيُذهب ذنبك ويغفره، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، وسيُرضي الله تعالى هؤلاء الناس الذين ظلمتهم ووقعت في حقهم، فإن الله تعالى إذا علم منك الحرص على أداء حقوق العباد فإنه يُؤدّي عنك يوم القيامة.
وخير ما نوصيك به -أيها الحبيب- اختيار الصحبة الصالحة ورفقاء الخير، واجتنب رفقاء السوء الذين تقع بسببهم في معاصي الله تعالى، والخيرون كثيرون -ولله الحمد-، فاحرص على مصاحبة الصالحين والجلوس معهم، فإنهم خير مَن يُعينك على الطاعة.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.