أهل زوجي يريدونه بجانبهم دائماً ويهملون حاجتنا له!
2024-06-09 00:53:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
زوجي إنسان مؤدب، ومحترم جدًا، ويحبني ويحب أولاده، لكن أهله أنانيون جدًا، فوالده يطلب منه يوميًا بأن يخرجه من البيت للتنزه، وتضييع الوقت من الساعة السادسة مساءً إلى الساعة 11 ليلاً، ووالله يخرج طيلة أيام الأسبوع.
علمًا أني وزوجي موظفان ندخل البيت الساعة الرابعة والنصف، الآن حياتنا لا تطاق، عدا عن طلبات والدته التي لا تنتهي، أقسم بالله أني أشفق على زوجي كثيرًا، فهو يعتبر كل ذلك نوعًا من أنواع البر، ولا يحب أن يغضبا منه.
علمًا أنهما سريعا الغضب، ولا يقدران حياته الزوجية، الآن أنا تعبت من كل هذا، لا أحد يفكر بي، أو في عائلتي، لا يفكرون إلا بمصالحهم الشخصية، وكله على حساب بيتي ووقتي وجهدي، هل هذا الذي يجري صحيح؟ هل هكذا هو البر؟
علمًا أنه أصبح يوجد تقصير من زوجي في بيته، وهذا طبيعي كونه غائبًا طوال النهار والليل، حتى أنني أصبحت لا أطيق عائلته، ولا أهله؛ لأنهم أنانيون، ويريدونه فقط بجانبهم، وأنا والأولاد شيء ثانوي.
فماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ربا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يرشدك إلى الحق، إنه جواد كريم.
أختنا، قرأنا رسالتك، وتعجبنا من الخلط بين الحقوق والواجبات، وكيف أن غياب بعض أحكام الشرع تجعل ما يمدح به المرء مذمة! واعلمي -أختنا- أننا نحدثك أنت لأنك أختاً لنا والمستشار مؤتمن، ونقول لك ذلك ونحن ندرك حاجتك لزوجك وحقك في الجلوس معه، ونعلم أن من حق الزوجة العشرة، لكن الله ربطها بالمعروف، والمعروف قاض بأن يطلب كل طرف من الآخر ما يقدر عليه دون عنت أو مشقة.
أختنا: أنت أم، ولا يخفاك أن محبة الوالدين لولدهما فطرة، لذا الحديث عن الأنانية نرجو أن يبتعد عنك لسببين:
1- الشيطان دائمًا ما يسعى إلى تضخيم كل المشاكل بين الزوجين -أختنا الكريمة-، ولأجل ذلك يسعى إلى تهويل المشاكل وتهوين الفضائل، فانتبهي لذلك.
2- كثرة الحديث بينك وبين نفسك عن أنانيتهم سيفسد ما تبقى من ود، وسيجلب العداوة، وهذا سيترجم قطعًا على فلتات اللسان وهذا ما لا نريده أن يصل لا إليك، ولا إلى الزوج.
أختنا: لا يخفاك أن بر الولد بأبوية واجب عليه، ولا يخفاك أنهما باباه إلى الجنة، وأنت تعلمين أن الله حكم على من يقضي حاجتهما كاملة، لكنه يجد ضجرًا من داخله أنه مذنب! قال الله: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا)، وحري بالمرأة الصالحة مثلك أن تكون عونًا له على البر، وأن تتنازل لإرضاء الله فيه، وأن تحتسب بعض الوقت طلبًا للأجر من الله.
أختنا: إن ما يفعله زوجك مع أهله يجب أن يطمئنك من وجهين:
1- من ليس له في أهله خير لن يكون له في زوجه خير.
2- أن البر كما العقوق إرث، فمن بر بأبيه بر به ولده، ومن عق أباه عقه ولده.
أختنا: اجتهدي ألا تحولي بين الزوج وأهله، ولا بينه وبين بره بوالديه، أو أن تضعيه في موقف يكون يكون الخيار فيه بينك وأولاده، أو بين والديه، فهذا أمر شاق عليه وسيدفعه إلى أحد أمرين:
- إما أن يشتري أهله فيطلقك.
-أو يشتريك فيخسر آخرته عياذًا بالله.
وفي كل شر.
أختنا الكريمة: ليس هناك بيت إلا وفيه مشاكل، حتى بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- كان فيه، لكن المرأة العاقلة التقية هي من تدير المشكلة بأقل الخسائر، وتحتسب الأجر عند الله تعالى.
اعرضي عليه -أختنا الكريمة- رأيًا وسطًا، لا يدفعه إلى مقاطعة أهله، ولا إلى حرمانك بعض حقك، كأن يكون هذا التنزه خارج البيت مع أهله أو والده أربعة أيام في الأسبوع، أو كأن تكون ثلاث ساعات بديلاً عن أربع، أو شيئًا من هذا القبيل، المهم أن يكون عرض المقترح بالمعروف، ودون ضغط زائد عليه.
نسأل الله أن يصلحك، وأن يبارك فيك، وأن يحفظك، والله الموفق.