أشعر بالخوف الشديد عندما أواجه الناس، فما علاج ذلك؟

2024-06-24 00:22:03 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على الخدمات التي تقدمونها.

أنا طالب في الثانوية، عمري 17 سنة، ولقد تعرضت لوساوس دينية، ونوبات هلع لمدة سنتين، ولكني تخلصت منها -بفضل الله- أولاً، ثم بفضل التعليمات التي قرأتها على هذا الموقع، وأما هذه السنة، فأصبحت أشعر بخوف غير طبيعي في الصف الدراسي، عندما يطلب مني أن أقرأ نصاً ما، أو أن أقدم شيئاً ما أمام الطلاب.

أشعر أني أكاد أموت من الخوف والفزع، أتلعثم عندما أقرأ النص كأنني سأعدم أمامهم، حتى أصبحت لا أستطيع أن أتحدث في تجمع ما، أو أن أضحك مع زميلي، لأني أشعر أن فمي يرتجف عندما أتحدث، ويأتيني قلق غريب، ولا أعلم لماذا تغيرت هكذا!

كنت شخصاً شجاعاً، وأثق في نفسي، كنت اجتماعياً بامتياز، وكل شيء بدأ بالانحدار في الثلاث سنوات الأخيرة.

أرجو أن تساعدوني على التغلب على هذا التوتر الذي يكاد أن يحطم أحلامي وأهدافي، لا يمكنني أن أعيش بدون مخالطة الناس، وأنا كما أخبرتكم لم أكن هكذا أبداً، كنت دائماً متميزاً في كثير من الأشياء، ومنذ أن جاءني هذا الخوف تحطمت أحلامي، فساعدوني على أن أجد العلاج المناسب.

وشكراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، وشُكرك على القائمين على هذا الموقع، داعين الله تعالى أن يتقبّل مِنَّا جميعًا.

أخي الفاضل: أحمدُ الله تعالى على أنك استطعت -بفضل الله- ثم بفضل اتباع التعليمات التي قرأتها على هذا الموقع؛ أن تتخلص من الوساوس الدينية ونوبات الهلع.

أخي الفاضل: ليس بغريب وأنت في السابعة عشرة من العمر -وهي مرحلة النمو الاجتماعي- أن تجد ما وصفته في سؤالك، والذي يمكن أن نُسميه الرهاب الاجتماعي، حيث يشعر الشاب بالارتباك والرعشة والقلق عندما يحتاج أن يتحدّث مع جمعٍ من الناس، أو يلتقي مع مجموعة من الأشخاص.

أخي الفاضل: نعم الإنسان مخلوق اجتماعي، وبالطبع أنت لن تستطيع أن تُكمل دون التعامل ومخالطة الناس، ولكن دعني أطمئنك أنك كما تخلّصت من الوساوس الدينية ونوبات الهلع؛ فإنك ستتخلص أيضًا -بإذن الله- من هذا الرُّهاب الاجتماعي، والذي هو من أكثر أنواع الرهاب انتشارًا بين الناس، وإن كانوا يتحفَّظون من الحديث عنه، كي لا يستهزئ الناس بهم.

أخي الفاضل: ما عليك أن تفعله هو:
أولًا: أن تُدرك أنك وفي هذه المرحلة العمرية، من الطبيعي أن تشعر بهذا الخوف والتردد عند مقابلة الناس، وخاصةً الحديث أمامهم، ومع هذا الخوف ستشعر بما يُشبه نوبات الهلع التي كنت تعاني منها سابقًا، ولكنها هنا تأتيك وأنت أمام جمعٍ من الناس.

ثانيًا: حاول ألَّا تتجنّب هذه المواقف -مواقف مواجهة الناس-، فالتجنُّب لا يُفيد، بل يزيد المشكلة تعقيدًا، ويجعلها مُشكلة مُزمنة، وبدل التجنُّب هو الإقدام والمواجهة، فعندما يتطلَّبُ منك الأمر -وهذا أمرٌ طبيعي- أن تتحدّث مع الآخرين أو أمامهم؛ حاول ألَّا تتجنّب، بل أقْدِم على هذا، بالرغم من بعض الصعوبات في البداية، فقد تشعر بما تشعر به من التوتر والقلق، ولكن مع الوقت والتعوّد ستجد هذا أمرًا طبيعيًّا، وأنا لا شك عندي -بإذن الله عز وجل- أنك ستتجاوز هذا، لتستعيد طبيعتك الاجتماعية التي كنت عليها.

إذًا: ما أنت فيه الآن مرحلةٌ عابرة، ستتجاوزها -بإذن الله عز وجل-، وخاصَةً مع قوّة الإرادة التي من الواضح أنك تتحلَّى بها.

وللفائدة راجع هذه الاستشارات المرتبطة: (2407088 - 2286299 - 2416172 - 2230509 - 2359821).

أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، وأن يشدّ من أزرك لتواجه هذه المواقف، متمنيًا لك التوفيق والنجاح، وبالله التوفيق.

www.islamweb.net