نوبات من الهستيريا وآلام في الرأس والظهر.. ما تشخيصكم؟

2024-06-27 02:33:09 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عانيت قبل العشر الأول من ذي الحجة بيومين من نوبات هستيريا لأول مرة في حياتي؛ بسبب ضغط نفسي شديد، وعصبية زائدة.

مع العلم: أن من طباع شخصيتي الهدوء، وعدم الانفعال، وكان من حسن حظي أن النوبات كانت في تلك الأيام المباركة؛ لأني اجتهدت في العبادة، وظننت أني أصبحت بخير حتى تكررت عليّ نوبة أخرى بعد فجر الأمس بسبب شيء بسيط جدًا، وهو موقف بسيط مع أخي الصغير، مع العلم أنه كان السبب في نوباتي الأولى، ولكن -الحمد لله- سيطرت على نفسي، وكانت والدتي بجانبي، وساعدتني على الهدوء، وقامت برقيتي.

سؤالي: النوبة هذه المرة كانت مختلفة؛ لأني شعرت بألم شديد في أسفل ظهري، وألم في رأسي، وذهب هذا الألم عندما رقتني أمي، وبعدها استمعت إلى رقية شرعية على اليوتيوب لمدة ساعة، وكانت تظهر عليّ فيها أعراض مثل: الرعشة في كامل الجسد، وألم في الرأس، والضغط على الأسنان، وأخذت ملعقة من العسل، وشربت بعدها ماء على سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبمجرد أن شربت الماء بدأ رأسي يؤلمني مجددًا، وشعرت أني سأبدأ في النوبة من جديد، ولكن لم تحدث -الحمد لله- لوجود أمي بجانبي، وكانت تقرأ عليّ.

سؤالي هو: هل هذا حسد، أو سحر، أم مجرد حالة نفسية؟ وبمَ تنصحونني؟ مع العلم أني أرجح الحالة الثانية؛ لأني في هذه الأيام لا أفرط في أذكاري ووردي من القرآن، وتحصين نفسي.

شكرًا لمجهوداتكم، وجزاكم الله خيرًا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال الواضح، والذي ينمُّ عن ذكاء وفطنة، بارك الله فيكِ، ويسّر لك دراستك الجامعية.

أختي الفاضلة: نعم -كما ذكرتِ في آخر سؤالكِ- أعتقد أن هذه حالة نفسية معروفة، تُسمَّى بنوبات الهلع، أو نوبات الذعر في بعض الأحيان نعرف أسبابها؛ كأن يكون هناك ما يُزعج، مثل ما حدث بينك وبين أخيك الصغير، ولكن في كثيرٍ من الأحيان لا نُدرك الأسباب التي تقف وراء نوبات الهلع والذُّعر هذه، والتي تكون -إضافة إلى ما ذكرتِه من وصفها بالشعور بالألم في أسفل الظهر، أو الرأس، أو الصداع، مع الرعشة في الجسد، أو جزء منه-، هناك أعراض أخرى يشعر الإنسان فيها وكأنه على وشك أن يُغمى عليه، بالإضافة إلى تسارع ضربات القلب، وتسرُّع التنفُّس، وربما التعرُّق.

أختي الفاضلة: طالما أن وجود أُمّك أمامك خفّف من هذه النوبة وساعدك؛ فهذا أمرٌ يُبشِّرُ بالخير، وهو مُؤشّر أن هذه النوبات -اسمحي لي أن أقول- قد تتكرّر، إلَّا أنها لن تُؤذيك -بإذن الله عز وجل- فأنت محصّنة بالله تعالى، وبوردكِ من القرآن والمحافظة على الأذكار، والصلاة -بإذن الله-.

وإليك بعض النصائح النفسية:

أولًا: ذكّري نفسك أنها مجرد نوبة نفسية، تأتي وتختفي بسرعة، أحيانًا نُدرك أسبابها ومثيراتها، وأحيانًا لا نُدرك هذه المثيرات.

ثانيًا: هذه النوبات بالرغم من أنها قد تكون مُخيفة في وقتها إلَّا أنه لن يحصل لك ما يسوؤكِ، أو يؤذيك -بإذن الله عز وجل-.

ثالثًا: عندما تشعرين باقتراب هذه النوبة حاولي ألَّا تقاوميها، وإنما استقبليها مُدركةً أنها ستمر ثم تختفي.

أخيرًا: لا بد في مثل سِنّك -وأنتِ جامعيّة- أن يكون لديك -بالإضافة إلى الورد القرآني- نشاط بدني رياضي، أقلّه المشي عدة مرات في الأسبوع، لمدة نصف ساعة، فهذا أمرٌ طيب، وخاصة أننا في فصلٍ يُساعد على المشي في الأوقات المناسبة التي لا يكون فيها الحرُّ شديدًا، ممارسة الرياضة أيضًا مفيدة، بالإضافة إلى أخذ قسط كافٍ من النوم، والتغذية المتوازنة.

أدعو الله تعالى لك -أختي الفاضلة- بتمام الصحة والعافية، ولا تنسينا من دعوةٍ صالحةٍ في ظهر الغيب، وسلامنا إلى أُمُّك التي تقف وتدعمك، بارك الله فيها، وحفظها لك.

www.islamweb.net