ًأصبحت أخاف من بذل أي مجهود حتى لا ترتفع دقات قلبي.. أفيدوني
2024-08-01 01:38:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم سماع قصتي، والرد عليها:
عمري 16 سنة، منذ سنتين بالضبط بدأت أعاني من آلام في المعدة، وظهر لدي التهاب وجرثومة المعدة -والحمد لله- تعافيت منهم بعد ذلك، وأصبح يأتيني ألم في البطن من جهة الشمال في القولون، وخفقان القلب، وتزداد هذه الحالة في رمضان بعد الإفطار، ولا أستطيع أن أذهب لصلاة التراويح.
أصبحت أذهب للعديد من الأطباء، ذهبت لقرابة 18 طبيبًا، وكل طبيب يقول لي: لديك ارتجاع مريئي، ومنهم من يقول: لديك قولون عصبي، ومنهم من يقول: يجب عمل منظار للمعدة، وقولون، عملتها مرتين وقالوا لي: يوجد ارتجاع للعصارة الصفراوية إلى المعدة.
كنت أصلي الفجر، أصبحت الآن لا أستطيع، لأنني عندما أستيقظ من النوم وأقف في الصلاة أشعر بمشكلة في دقات القلب، أشعر بأن البطين لا يشتغل مع الأذين، وهكذا عندما أرجع إلى البيت، يرجع الأمر كما هو، رغم ذلك فإن أطباء القلب -بعد الفحوصات الشاملة- أكدوا لي أن القلب سليم جدًا.
أنا الآن أعاني من الخوف الشديد، أصبحت أخاف من ممارسة الرياضة حتى لا يحدث اضطراب، ولا خفقان في القلب؛ لأنني أيضًا بعد بذل أي مجهود قلبي لا يعود للنبض الطبيعي، ويبقى مرتفعًا لساعات بعد المجهود، أو مثلاً بعد لعب كرة القدم.
أصبحت أخاف الخروج من المنزل حتى لا يحدث خفقان شديد، فماذا أفعل؟ والله حتى الآن ومنذ سنتين وأنا -والله- لست مثل باقي الشباب الصغار يخرجون ويمرحون، أصبحت أشعر أنني في جحيم!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يوجد صمام قوي بين المعدة والإثني عشر يسمى صمام البواب، وهو حلقة قوية من العضلات موجودة عند مخرج المعدة، يسمح للطعام المهضوم بالحركة في اتجاه مصران الإثني عشر، ولا يسمح بعودة العصارة المرارية من الإثني عشر إلى المعدة.
وارتجاع العصارة المرارية معناه: أن تلك العصارة وجدت طريقًا لها إلى المعدة من خلال ضعف صمام البواب، ولا يتم تشخيص ذلك إلا بالمنظار، أو أشعة الرنين المغناطيسي، وقد يؤدي ذلك الارتجاع الى التهاب المعدة، والقرحة المعوية، وحالة القلق والتوتر التي تسيطر عليك قد تؤدي إلى القولون العصبي، وما يصاحب ذلك من غازات، والشعور بالامتلاء، والغازات، وعسر الهضم، وهذا أقرب إلى الواقع من مسألة ارتجاع العصارة المرارية إلى المعدة.
والقولون العصبي مرض وقائي من الدرجة الأولى، حيث إن تناول الغذاء الصحي، والوجبات الخفيفة والمتكررة يساعد كثيرًا في الشفاء، ويمكنك تناول عصير أوراق النعناع، والريحان، مع الليمون، والقليل من العسل بكميات قليلة على مدار اليوم.
كما أن تناول كبسولات البكتيريا النافعة probiotic مرتين في اليوم، يساعد في علاج عسر الهضم، ويخفف من مشاكل القولون، كما يمكنك تناول حبوب Duspatalin Retard مرتين في اليوم، وهي مهمة في علاج القولون العصبي.
وما تعانيه من شعور بالخوف، وتسارع النبض، والرعشة والغثيان في بعض الأوقات، ويمنعك ذلك من الخروج للصلاة ومع الأصدقاء، هي نوبات هلع، أو panic attacks، وفي الغالب فإن هذه الأعراض تختفي في المنزل، ولذلك تفضل البقاء في البيت على الخروج؛ خوفًا من حدوث الأعراض.
وتحدث نوبات الهلع والخوف المرضي بسبب اضطراب مستوى هرمون سيروتونين الموصل العصبي في الدماغ، ويمكن العمل على ضبط مستواه بشكل طبيعي من خلال ممارسة رياضة المشي، بالإضافة إلى الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وقراءة ورد من القرآن، والقراءة عمومًا لما تيسر لك من كتب، والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.
ولا مانع من زيارة طبيب نفسي، لفهم طبيعة حالتك الصحية من خلال جلسات حوار، ويسمى ذلك بالعلاج المعرفي، والسلوكي، وقد يصف لك أحد الأدوية التي تضبط مستوى هرمون سيروتونين، وبالتالي الشفاء من كل المخاوف والتوتر والقلق، ومن القولون العصبي كذلك.
لكن يمكنك البدء في تناول أحد الأدوية التي تضبط مستوى هرمون سيروتونين مثل: Prozac 40 mg، أو cipralex 20 mg، ويمكن التدرج في تناول الدواء بجرعة أقل لمدة شهر 20 مج بروزاك، أو 10 مج سيبرالكيس، ثم تناول الجرعات المذكورة لمدة لا تقل عن 10 شهور، ثم العودة إلى الجرعة الأقل، ثم التوقف عن تناول الدواء.
وفقك الله لما فيه الخير.