أصبحت حياتي صعبة بسبب ضرب زوجي لي، فماذا أفعل؟

2024-08-19 04:15:02 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة مند 11 سنة، وأم لولدين، حياتنا كانت متقلبة جدًا، أحيانًا نكون في قمة السعادة، وأحياناً أخرى نعيش حروباً عاتية، زوجي شديد الغيرة ومتسلط، وفي بعض الأحيان يصبح عدوانيًا في كل شيء.

علمًا أن حياته مع أصدقائه ومن حوله مختلفة، فهو شديد الانفتاح ولطيف جدًا، ولكنه غير ملتزم بالصلاة! أصبحت حياتنا صعبة في الآونة الأخيرة، فقد ضربني في وجهي وسبب لي جرحًا غائرًا، ذهبت حينها إلى بيت أهلي وطلبت الطلاق للضرر.

هل يمكن أن يندم ويصلح حاله ونتفادى الطلاق؟ إلى الآن لم يقم بأي محاولة، ويلومني لترك البيت بدون إذنه، ولا يشعر بالضرر والخوف الكبير الذي تخلفه عدوانيته، أنا لا أريد العيش في الذل والمهانة والظلم، ولا أريد الطلاق، فما الحل؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يُصلح الأحوال، وأن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

بدايةً نتمنّى أن تنجحي في جعله يلتزم بالصلاة، لأن الصلاة هي مفتاح الخيرات، ونسأل الله أن يُعينه على السجود والخضوع لله تبارك وتعالى، وتديُّن الإنسان له أثر على أخلاقه أيضًا.

أمَّا بالنسبة لجانب الغيرة، فأرجو أن تتفادي الأمور التي تُثير غيرته، اجتهدي في أن تعامليه معاملة حسنة، والزوجة الذكية مثلك تعرف الأمور التي تُغضب زوجها وتجعله يعتدي عليها، وليس معنى هذا أننا نوافق على العدوان عليك، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي هو قدوتُنا وأُسوتنا ما ضرب بيده امرأة، ولا طفلًا، ولا خادمًا، فليس من الشهامة أن يضرب الرجل زوجته، بل الذي يضرب ليس من الأخيار، كما جاءت بذلك الآثار؛ لأن الرجل ينبغي أن تكون له أساليب أخرى قبل أن يمدَّ يده.

كما أن الضرب في الوجه لا يجوز من الناحية الشرعية، ويحرم أن يضرب الرجل -كما قال النبي صلى الله عليه وسلم-: "ولا تضرب الوجه، ولا تُقبّح"، والممنوع المناطق الحساسة كلها في جسد الإنسان، ولا يجوز الضرب فيها، سواء كان امرأة أو طفلاً، ونسأل الله أن يُعينك على الصبر على هذه الصعاب.

ونتمنَّى أن يكون للعقلاء والفضلاء من أهلك رأيٌ وتدخُّلٍ حتى تُوضع الأمور في نصابها ووضعها الصحيح، ونحن أيضًا لا نميل إلى ترك البيت وترك الحياة الزوجية لمجرد المواقف التي تحصل، ونتمنّى أن تحاولي أن ترصدي الإيجابيات وتجعليها مدخلًا إلى نفسه، فاجتهدي في إصلاحه، واحتسبي الأجر والثواب عند الله، وفي الحديث: (لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حُمْر النِّعم)، فكيف إذا كان الرجل هو زوجك الذي اختارك من بين سائر النساء.

وإذا كان الزوج الآن يُطالبك بالرجوع فمعنى ذلك أنه راغبٌ في أن تكوني معه، ولكن أيضًا نتمنَّى -كما قلنا- أن يكون للعقلاء من أهلك أو من أهله توجيهات، حتى يحفظوا استقرار هذه الأسرة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net