مخطوبتي لديها حرص زائد في تقليل التواصل بيننا، فما توجيهكم؟

2024-09-01 02:20:00 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

تقدمت لخطبة فتاة وتم القبول، وهي ملتزمة، وأنا ملتزم كذلك، تكلمنا في ضوابط الخطبة، وأنا ليس عندي مشكلة فيها كلها، لكن عند خطيبتي شيء زائد، وهو ألا نتكلم على -الواتس اب - بعد الساعة 10 مساءً، وأنها بعد ذلك لن ترد عليّ!

سؤالي: هل هذه من الضوابط فعلاً؟ وهل الوقت الذي سنتكلم فيه يختلف في الحكم سواءً كان الصبح أو في الليل؟ لأنها مجرد رسائل على الشات.

والشيء الآخر: أنا أعرف ضوابط الخطبة، لكني أحب معرفتها منكم مرة أخرى، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً وسهلاً بك، بارك الله فيك، وفي نيتك الطيبة.

من الجميل أنك تحرص على الالتزام بالضوابط الشرعية في فترة الخطوبة، فهذا دليل على حرصك على بناء علاقة قائمة على التقوى والاحترام.

بالنسبة للضوابط العامة في فترة الخطبة:
1. يجب أن تكون نية الخطبة هي الزواج والتحصن، والنية الصادقة في بناء بيت مسلم.
2. لا يجوز للخاطب والمخطوبة أن يختليا ببعضهما حتى يتم عقد الزواج.
3. ينبغي أن يكون الحديث بين الخاطب والمخطوبة في الأمور الضرورية المتعلقة بالزواج، والترتيبات المستقبلية، ويجب تجنب الحديث في الأمور الخاصة، أو العاطفية التي قد تؤدي إلى التعلق العاطفي المبالغ فيه قبل العقد.
4. الالتزام بالحدود الشرعية، وتجنب اللمس، أو أي تصرفات قد تكون محرمة شرعًا.

أما بخصوص تحديد وقت معين للتواصل، فهو ليس من ضمن الضوابط الشرعية المباشرة، لكن قد يكون اقتراحها هذا نابعاً من رغبتها في الالتزام بمزيد من الضوابط الشخصية، أو تجنب الإسراف في الكلام خارج الأوقات المناسبة، ربما ترغب في تنظيم وقتها، أو الحفاظ على مستوى معين من الاحترام والجدية في العلاقة، كما أن هذا التنظيم قد يساعد في تقليل التعلق العاطفي المبالغ فيه قبل الزواج.

فيما يخص التواصل سواء في الصباح أو المساء، المهم هو أن يكون التواصل ضمن الضوابط الشرعية، وألا يتعدى الحديث الضروري، ولكن رغبة مخطوبتك في تجنب التواصل في الأوقات المتأخرة من الليل؛ دليل حرص ودليل تقوى، ومؤشر على رغبتها في تجنب الفتنة، فالتواصل بين الذكر والأنثى في مثل هذه الأوقات مظنة الفتنة، وهي الأوقات التي تهدأ فيها البيوت، ويقل فيها الرقباء، وقد تتحرك فيها المشاعر وتؤدي إلى حديث خارج عن السيطرة! فالخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تتيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج معها -كما يعرف أهل العلم الخطبة-، ولا يتعلق بالخطبة التزام، أو مَحْرَمِية تتيح التوسع في العلاقة.

فهذا التصرف ليس تشددًا منها ولا تعنتًا، بل هو تصرف يدل على رجاحة عقل، ومراقبة لله عز وجل، ومن تراقب الله تعالى وتحفظه في نفسها منك؛ فاعلم أنها ستحفظك في نفسها حين تغيب عنها، فلتهنأ بمثل هذه الفتاة ولتفرح بها، ولتجتهد في المسارعة في إتمام مراسيم الزواج؛ لتجتمعا بالحلال بإذن الله.

بالإضافة لما ذكرناه، هناك بعض الأمور التي قد تكون مفيدة لتأخذها بعين الاعتبار:
1. من الجيد أن يبقى الأهل مطلعين على تطورات العلاقة، وألا تكون هناك أسرار بينك وبين خطيبتك في هذه الفترة، طلب المشورة والنصح من الأهل والأشخاص الحكماء حولك، يمكن أن يساعد في اتخاذ قرارات صائبة.

2. فترة الخطبة هي فترة تعارف وتفاهم، من المهم أن تكون صبورًا، وأن تعطي نفسك ومخطوبتك الوقت الكافي لفهم بعضكما البعض، لا تتعجل في الحكم أو اتخاذ قرارات مصيرية.

3. في هذه الفترة، قد تكتشف بعض الاختلافات في الشخصيات أو التوجهات، من المهم أن تتعلم كيفية التعامل مع هذه الاختلافات برفق وحكمة، وأن تكون لديك القدرة على الحوار البنّاء.

4. الاستمرار في الدعاء بأن يوفق الله بينكما إذا كان فيه خير، وأن يصرف عنكما ما قد يكون فيه ضرر، وصلاة الاستخارة تساعد في توجيهك نحو القرار الصحيح، فاستمر فيها عند الحاجة.

5. من المهم أن تظل نية الزواج واضحة ومشتركة بين الطرفين، وألا تطول فترة الخطبة دون وجود نية واضحة للإقدام على الزواج في وقت محدد.

ختاماً: التزامكما بهذه الضوابط وإضافة بعض القواعد التنظيمية قد يكون له فوائد كبيرة في بناء علاقة زوجية متينة قائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم.

نسأل الله أن يبارك لكما، ويجمع بينكما في خير.

www.islamweb.net