زوجي يريد الصلح وأخشى من تقصيرة مرة أخرى، فماذا ترون؟
2024-09-08 03:56:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا متزوجة منذ 7 سنوات، ولدي طفلتان، منذ زواجنا ونحن على اختلافات كبيرة، بسبب تدخل أهله في حياتنا، ووجود فروق بين البيئات واختلاف المعايير في كل أمر، فهو يجدني مسرفة، وأنا أجده بخيلًا، وهكذا نختلف في معظم أمورنا، زوجي يصلي ويصوم ويقرأ القرآن، ولكنه يتسم بالغموض والمراوغة بشكل لم أستطع استيعابه.
لديه تصرفات غريبة مثل: تسجيل الصوت عندما نتشاجر، وتصوير البيت عند تقصيري في ترتيبه، كما أنه يستخدم الدين لمصلحته في كل أمر، كمنعي من الذهاب إلى الطبيب، وركوب التاكسي حتى عند الحاجة، وفي جلب أغراض البيت؛ إذ يكون جوابه دائمًا: "هذا الشرع، وإن شئتِ اعترضي على الله" بالرغم من التزامه الديني، أصبحت أراه فظًّا.
منذ سنتين، خرجت من منزله بسبب خوفي منه وشعوري بأنه يريد الكيد بي، خاصة بعد رؤيتي للسحر في منزلي، مع العلم أنه لا يدخل بيتي سوى أهله، نتيجة لذلك أصبحت أرى أن زوجي وأهله أناس يرتكبون الكبائر، وفيهم بخل ووساوس ونفاق تحت مسمى الدين، وكرهت البقاء معهم.
أيضًا، زوجي لا يرى داعيًا لتجديد الحياة الزوجية؛ فقبل زواجي كنت كثيرة السفر والرحلات، لكن منذ زواجي به لا سفر ولا ترفيه ولا تنزه، زوجي يلقي باللوم عليَّ في كل شيء، ويغضب على معيشتي أنا وأهلي، رغم أن علاقتنا مع أهالي بعضنا كانت جيدة جدًا.
قبل عامين، خرجت من بيتي مع أطفالي، وأصبحت أكره أهله، وهو يكره ويسب أهلي، وقد أخبر الجميع بأني ناشز، وأنه لن يطلقني حتى أرجع له كل ما قدم لي، تقدمت إلى المحكمة المدنية، وحكمت لي بنفقة 50 دولارًا لكل طفلة، وهي لا تكفي شيئًا، ولم تنتهِ المحاكم بعد.
الآن زوجي مقدم على الصلح عن طريق أحد أقاربه، ويقول: إنه تغير، لكنه يصر على عدم رؤية أهلي، أو التواصل معهم، وكذلك الأمر لي مع أهله، ولكني متخوفة من موضوع السحر والسب وعضلي، وتقصيره في نفقة أطفاله وكبره، فكلها إشارات إلى أنه ليس زوجًا صالحًا.
فهل الصلح خير لأمرنا؟ وهل بتوجيهكم يمكن أن يتغير؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راما حفظها الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بكِ -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لكِ الاهتمام والتواصل وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يصلح زوجكِ، وأن يهديه إلى أحسن الأخلاق والأعمال.
نتمنى أن نتمثل معاني الدين، وأن نحول جميعًا هذا الدين إلى معاملة، فالدين المعاملة، ونسأل الله أن يصلح النيات والذريات، وأن يعينكم على تجاوز هذه الصعاب، لا شك أن الصلح فيه خير، والأطفال بحاجة إلى أب وأم، والتجربة التي مرت كفيلة بأن تحدث تغييرًا في حياتكم، ونسأل الله أن يلهمكم السداد والرشاد.
علينا أن نتذكر أن العلاقة الأهم هي تلك التي تكون بين الزوج وزوجته، أما العلاقات مع الأهل من هنا وهناك، رغم أهميتها، إلا أنها تدخل في العوامل المساعدة في تحقيق النجاح. التوترات الحاصلة أعتقد أنها ستنتهي عندما تمضي العلاقة بينكِ وبين الزوج في الطريق الصحيح، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على لم الشمل، هذا ما نميل إليه، وهو إعطاء النفس فرصة وإعطاء الزوج فرصة، فكل هذا مما تميل إليه الشريعة، والشريعة تقول: (والصلح خير)، فنسأل الله أن يعينكم على الصلح وعلى الإصلاح.
نحب أن نؤكد أن تواصلكم بعد إتمام الصلح والرجوع إليه مهم، حتى تتحسن مستوى العلاقة، ويمكن أن تكتب مثل هذه الاستشارة بطريقة مشتركة، بحيث يكتب كل طرف ما عنده، حتى نستطيع أن نضع معكم النقاط على الحروف، وتأتي الإجابة الشاملة من المختصين لكِ وله، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على كل أمر يرضيه.
ونوصيكِ بأن تستجيبي له عندما يكون الأمر شرعيًا، وأيضًا تطالبين بحقوقكِ بطريقة صحيحة، وأبشري بعد ذلك بالخير، لأنه لن يجد حجة إذا كان الطلب للأمور بطريقة صحيحة، وأنتِ أيضًا من مصلحتكِ أن تلتزمي أحكام الشرع، إذا كان مثلًا لا يريدكِ أن تخرجي متعطرة، لكنه لا مانع عنده من أن يوصلك، أو أن يقوم باحتياجاتكِ، فنتمنى أن تصبري على هذا، لأن فيه الخير، وما من شيء أمر به الشرع إلا وفيه الخير، وما يحدث من تقصير فزوجكِ يحاسبه الله عليه؛ لأننا نريد أن يعلم الجميع أن الحياة الزوجية طاعة لرب البرية، والذي يقصر من الأزواج يحاسبه الله، والذي يحسن يجازيه الله تبارك وتعالى.
فقومي بما عليكِ -ابنتنا- تجاه الزوج، واحرصي على مصلحة الأطفال، وأعطي نفسكِ وزوجكِ فرصة، هذا ما نميل إليه، ونسأل الله أن يعينكم على الخير، ونشرف بالتواصل المستمر، وعرض التفاصيل في وقتها، ونتمنى دائمًا إدخال الجهات المختصة، وإدخال موقعكم عند الخصام؛ لأن أهله أو أهلكِ ليسوا من أهل الاختصاص، وتدخلهم يزيد الأمور تعقيدًا، ولن يكون في مصلحة الأسرة، لذلك دائمًا اللجوء إلى الجهات المختصة والجهات الشرعية فيه الخير الكثير.
نسأل الله أن يعينكم على الخير، وأن يبعد الشيطان، وأن يعينكم جميعًا على تجاوز العقبات الأسرية هنا وهناك، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وهو ولي ذلك والقادر عليه.