علاقتي مع أمي سيئة ولا أستطع إصلاحها، فماذا أفعل؟
2024-09-02 23:26:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علاقتي مع أمي تسوء سنة بعد سنة، فهي أصبحت أكثر عصبية من قبل، فهي تغضب علي في أتفه الأمور أو الأخطاء، وتسبني وتسب أهل أبي، وتجرحني بكلام ثقيل، وتهينني وتحبط معنوياتي.
كلما تشاجرت معها أبتعد عنها، وتبتعد عني، حينها يؤنبني ضميري، وأعود للاعتذار منها حتى وإن أخطأت هي، وعندما أكون معها وأتكلم كلامًا طبيعيًا ويزعجها شيء من كلامي -رغم أنني لم أتعمد إزعاجها أبدًا- تغضب مني، وتقول: حين كنت مبتعدة منك كنت أفضل! وحينما أتشاجر معها أبتعد عنها، ولا أحدثها، ولكني أساعدها في الأعمال المنزلية كلها، وألبي طلباتها، لكن يأتيني وسواس بأن صلاتي، وقراءتي للقرآن ليست مقبولة، وأنني لن أوفق في دراستي!
هل يجوز قطع الكلام معها إلا للضرورة، ومساعدتها في كل ما تحتاج؟ رغم أنه يسعدها ألا أتحدث معها، وتحدثي معها فيه مضرة لي، فهل هذا الأمر يغضب الله مني؟ لم أجد حلاً، جربت كل الطرق، وكرهت هذا الوضع، وأشعر أحيانًا بالاكتئاب؛ لأنني لم أعد أحتمل كلمة واحدة منها، والله لولا أبي لمتُّ حزنًا!
وشكرًا لكم، وأرجوكم ادعوا لي أن تتحسن حياتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب.
نقدر تماماً صعوبة الوضع الذي تمرين به مع والدتك، ونعلم أن هذا الوضع يُسبب لك الكثير من الحزن والقلق، لكن تذكري أن علاقتك بوالدتك من أهم العلاقات في حياتك، وحرصك على حل الأمور بطريقة ترضي الله، وتحقق لك راحة البال أمر في غاية الأهمية، لهذا ننصحك باتباع مجموعة من النصائح للتعامل مع هذا الوضع، نسأل الله أن ينفعك بها:
أولاً: الحوار الهادئ، حاولي اختيار الأوقات المناسبة للتحدث مع والدتك، هذا مهم لتجنب لحظات الانفعال والغضب، فإذا شعرت بأن النقاش يتوتر، فمن الأفضل الانسحاب بلطف والعودة لاحقاً في الوقت المناسب، الحوار الصريح والمفتوح يمكن أن يساعد في توضيح ما تشعرين به، وكيف يؤثر على حياتك، قد تكون تصرفات والدتك غير مقصودة، أو ناتجة عن ضغوط لا تعرفينها، لذا فإن الشرح والتوضيح بصدق يمكن أن يُزيل الكثير من سوء الفهم.
ثانياً: معرفة أسباب المشاكل: حاولي تحديد الأمور التي تُسبب التوتر بينك وبين والدتك، وابتعدي عنها قدر الإمكان، وبالمقابل ابحثي عن كل ما يُسعدها، ويبني جسراً من المحبة بينكما وأكثري منه، هذا النهج يخلق جواً من الألفة والمحبة، ويساعد في تقليل التوتر وسوء التفاهم.
ثالثاً: بناء الذات والانشغال بما يفيدك: التركيز المستمر على المشكلة قد يزيد من تأثيرها السلبي عليك، ويجعلك تعيشين في حالة من القلق المستمر، لذا أثناء محاولتك في إصلاح العلاقة مع والدتك، اهتمي بوقتك واعمريه بما ينفعك من أنشطة مثل: قراءة القرآن أو حفظه، وتعلُّم مهارات جديدة يمكن أن تساعد في تقليل القلق، وتبني مستقبلك بشكل إيجابي.
رابعاً: الصبر والتدرج: عليك بالصبر والدعاء، فالتغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها، من المهم أن تواصلي العمل على تحسين العلاقة مع والدتك تدريجياً ، والاستمرار في الصبر، واتباع الأسباب التي تساعد في تقليل التوتر بينك وبين والدتك، والله مطلع على نيتك إن كنت تريدين البر والإحسان، يقول تعالى: (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا).
أخيراً: تذكري أن بر الوالدين، وخاصة الأم، له فضل عظيم، وعليك أن تجتهدي في بر والدتك، وتُحسني التعامل معها مهما كان الأمر، وتجعلي الخوف من العقوق نصب عينيك دائماً، يقول تعالى:(وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا)، فإذا بذلت قصارى جهدك في ذلك ولم يتحقق الرضا من جانبها رغم اجتهادك، فلا إثم عليك الله يقول: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا...)، مع التأكيد على استمرار حُسن العشرة والمصاحبة بالمعروف على الدوام.
نسأل الله أن يوفقك لبر والدتك، وأن يُزيل ما بينكما من سوء، وأن يُؤلّف بينكما على خير.