زميلي يرغب في خطبتي وأمه ترفضني دون أسباب مقنعة!
2024-09-17 01:12:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زميلي في العمل يرغب في خطبتي والزواج بي، وأنا أبادله الرغبة ذاتها، تحدث مع والدته مرارًا وتكرارًا ولكنها ترفضني دون وجود أسباب مقنعة وواضحة، حاول إقناعها بكل الطرق، وبعد تدخل أهله وافقت على مضض، وافقت بعد عامٍ طويلٍ من المحاولات، ولكنها ربطت موافقتها بعودة أخته المسافرة، والتي لا نعلم موعد عودتها، ومرّ على موافقتها 3 أشهر، وما زلنا ننتظر أخته لتحضر لقاء التعارف بين الأسرتين.
اقترح زميلي على والدته زيارتنا للمرة الأولى بدون أخته، ونقرأ الفاتحة ونؤجل الخطبة حتى موعد عودتها، ولكنها رفضت تمامًا، والواضح بأنها تماطل لتكسب المزيد من الوقت؛ لعله ينهي الموضوع من نفسه، مع العلم أنها قامت بذلك سابقًا، حينما ذهب وتقدم لفتاة ذهبت معه لأهلها، وقامت بإفساد الموضوع عمدًا، والشاب حريص جدًا على برها، ويتعامل معها بأدب وحذر؛ حتى لا يجرحها بأي فعل، فالجميع يشهدون بحسن تربيته وأخلاقه، وبالمقابل والدته تستغل ذلك بالبكاء حتى تستفز مشاعره، وهو مغلوب على أمره، لا حول له ولا قوة.
ملاحظات:
أولًا: أنا أكبر منه بـ 3 سنوات، ونحن على درجة عالية من التفاهم مع بعضنا، وفارق السن لا يسبب أي مشكلة.
ثانيًا: لدى الشاب شقة اشتراها له والده، وتحتاج إلى بعض التشطيبات البسيطة جدًا، بمبلغ لا يتجاوز 1000$.
ثالثًا: سيقوم بتجهيز الشقة من ماله الخاص.
علمًا أني وحيدة أمي، وجميع إخواني متزوجون، وأبلغ من العمر 30 سنة، ورفضت كل من تقدم لي؛ لأني أحب هذا الشاب، وأمي امرأة كبيرة في السن، وترغب في الاطمئنان عليّ، ووالدي متوفى، وأحافظ على صلواتي والدعاء دائمًا لتيسير أموري، ونحن نرغب في الارتباط بالحلال، ولكن والدته تقف عقبة في طريقنا.
أفيدوني بفتوى أو حلٍّ من فضلكم، فقد ضاقت بنا السبل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان ويرضّيك به، وأن ييسّر لك الزواج بهذا الشاب إن عَلِمَ الخير لك في ذلك.
ونصيحتنا لك: أولًا قبل الكلام عن الفتوى، وما هو الموقف الشرعي الذي ينبغي أن يقفه هذا الشاب تجاه أمر والدته، أو نهيها له في موضوع الزواج، نودُّ أولًا أن ننبّهك إلى أنه ينبغي لكِ أن تجتهدي في الأخذ بالأسباب التي تُعين هذا الشاب على موافقة أُمِّه، ونظنُّ أن محاولة تقرُّبك من أُمِّه، وتودُّدكِ إليها، ومعاملتها بالطيب، والكلام اللين الجميل، وكسب قلبها، ومحاولة الإحسان إليها بهديةٍ، أو زيارتها، ونحو ذلك؛ نظنُّ أن هذه الأساليب يمكن أن تُؤثّر وتُغيّر موقفها، أو تُخفف من حِدّة معارضتها لولدها، لا سيما وأنها قد بدأت خُطوةً في طريق الموافقة على هذا الزواج، وإن كانت تُريدُ تعطيله.
فحاولي أن تستعيني بالأدوات والوسائل التي تُؤثّرين بها على موقفها، فالكلمة الطيبة تحوّل العدوَّ صديقًا، ولا تيأسي، وأكثري من دعاء الله تعالى أن يُسّخرها لولدها، ويُليّن قلبَها له، بحيث لا تُعارضه ولا تُمانع هذا الزواج.
أمَّا عن موقفه هو: فينبغي له أيضًا أن يجتهد في محاولة استرضاء أُمِّه، وطمأنتها إلى أن الفوارق التي بينك وبينه من حيث السِّنِّ غير مؤثرة، ومن الجميل أن تُذكّروها بأن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قد تزوّج خديجة، وكانت أحبَّ زوجاته إليه، وكانت تكبره بفارقٍ كبيرٍ في السِّنِّ، ومع ذلك لم يتأثّر زواجهما بهذا الفارق، فهذا النوع من الكلام إذا قاله ولدُها لها فإنه سيطمئنها بذلك، فربما كان الرفض بسبب ما تراه هي من مصالح ولدها.
أمَّا إذا ضاق الأمر وأصرَّت هذه الأم على منع ولدها من الزواج من فتاةٍ مُعيّنة؛ فإن الفقهاء يقولون بأنه يجب عليه أن يُطيعها في ذلك، لأن الفتيات كثيرات، إلَّا إذا خَشيَ على نفسه الوقوع في الحرام، فحينها تقديم مصلحة دينه على طاعة أُمِّه.
لكنَّا نأمل -إن شاء الله- ألّا تصلا إلى هذه المرحلة، ونحن على ثقة من أن اجتهادك الآن في هذه المرحلة، بمحاولة تحسين علاقتك بها سيؤدي إلى ثمارٍ طيبة، فاستعيني بالله سبحانه وتعالى، واصبري، وستنالين -بإذن الله- نتائج صبرك واحتمالك.
نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان، ويرضّيك به.